ماذا حدث؟
في حدث لافت جمع بين العلم والفن، بيع كمان نادر كان مملوكًا للعالم الشهير ألبرت أينشتاين (1879 – 1955) بمبلغ 1.1 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 1.5 مليون دولار أمريكي، خلال مزاد نظمته دار Dominic Winter البريطانية، بحسب ما نقلته صحيفة The Daily Mail البريطانية.
لماذا هذا مهم؟
يعود تاريخ الكمان إلى عام 1895، حين اشتراه أينشتاين في ألمانيا قبل أن يغادرها متجهًا إلى سويسرا لمتابعة دراسته في المدرسة التقنية الفيدرالية بمدينة زيورخ.
كان هذا الكمان أول آلة موسيقية يقتنيها العالم بنفسه، ليصبح فيما بعد جزءًا من حياته اليومية ورفيقًا دائمًا في لحظات التأمل والتفكير.
رحلة طويلة عبر الزمن
مع صعود النازيين إلى الحكم في ثلاثينيات القرن الماضي، اضطر أينشتاين إلى الهجرة نحو الولايات المتحدة، فسلم أمتعته إلى صديقه الفيزيائي ماكس فون لاويه حفاظًا عليها.
وكان من بين تلك المقتنيات الكمان الذي بيع لاحقًا، إلى جانب دراجة هوائية وكتاب فلسفة أهداه له والده في صغره.
من يد عالِم إلى قلب امرأة
وبعد نحو عشرين عامًا، قام فون لاويه بإهداء تلك المقتنيات إلى مرغريت هومّرش، إحدى عشيقات أينشتاين من مدينة براونشفايغ الألمانية.
وبعد وفاتها، تنقلت المقتنيات بين أفراد عائلتها لأكثر من سبعين عامًا، حتى قررت ابنة حفيدتها عرض الكمان للبيع في المزاد، رغم أن قيمته التقديرية الأولية تراوحت بين 200 و300 ألف جنيه إسترليني فقط.
هواية رافقت العبقري حتى آخر أيامه
لم تكن الموسيقى بالنسبة لأينشتاين مجرد ترفٍ، بل كانت وسيلته المفضلة للتفكير والتأمل. فقد بدأ تعلم العزف على الكمان في طفولته بفضل إصرار والدته بولينه، وظل محافظًا على هذه الهواية طوال حياته.
كان يعزف لأصدقائه مقطوعات لعمالقة الموسيقى مثل موزارت وباخ وبيتهوفن، وكان يقول إن الموسيقى تساعده على التفكير العلمي بصفاء أكبر.
“لينا”.. الاسم الذي لا يفارقه
اللافت أن أينشتاين كان يطلق على جميع آلاته الموسيقية اسمًا واحدًا هو “لينا”، تعبيرًا عن ارتباطه العاطفي بها، ومن بينها الكمان الذي بيع في المزاد الأخير، والذي ما زال يحمل بصمة العالم الذي غيّر نظرتنا إلى الكون.
ماذا بعد؟
مرة أخرى، يعزف أينشتاين لحن الخلود، وهذه المرة عبر آلة موسيقية تجاوزت حدود الزمن لتصبح رمزًا يجمع بين عبقرية العقل وسمو الإبداع الإنساني.