نظرية القطيع الإخواني الرقمي.. كيف تحوّل التحيّز للجماعة إلى ماكينة تضليل تُغرق السوشيال ميديا؟

#image_title #separator_sa #site_title

في علم النفس، يصف التحيّز للجماعة أو Bandwagon Effect ميل الإنسان إلى تبنّي رأي ما فقط لأن الآخرين يتبنّونه، دون التحقق من دقته أو مصدره.

ومع ازدهار منصّات التواصل الاجتماعي، تطوّرت هذه الظاهرة إلى ما يمكن تسميته اليوم بـ “نظرية القطيع الإخواني الرقمي” – أسلوب منهجي تتبعه جماعة الإخوان المسلمين لتحريك الرأي العام وصناعة رواية مزيّفة تبدو وكأنها رأي الأغلبية.

هذه النظرية لا تتحدث عن الجمهور بقدر ما تفضح آلية التلاعب التي تستخدمها الجماعة، والتي تحوّلت فيها السوشيال ميديا إلى سلاح معلوماتي كامل.

الإخوان وصناعة الرأي العام عبر التكرار والضجيج

تعتمد جماعة الإخوان على أسلوب بسيط في ظاهره، لكنه بالغ التأثير، وهو “اغمر المنصّات بمحتوى مكرر ومضلل، سيصدّقه الناس لأنهم يرونه بكثرة”.

ولهذا نجدهم:

– يطلقون حملات منظمة عبر آلاف الحسابات.

– يضخون مقاطع وصورًا مفبركة.

– يعيدون تدوير الادعاءات نفسها بطرق مختلفة.

– يصنعون “إجماعًا مزيفًا” يجرّ الجمهور للانضمام دون وعي.

– يخلقون شعورًا بأن “الكل مقتنع” رغم أن الحقيقة غائبة.

هذا ليس سلوكًا عفويًا، بل تكتيكًا نفسيًا يعتمد على استغلال التحيّز للجماعة إلى أقصى حدّ.

لماذا ينجح هذا الأسلوب؟

لأن العقل البشري يميل للتبسيط، وفي عالم السوشيال ميديا:

1. الكثرة تعطي الوهم بالدقة

عندما يرى الشخص آلاف الحسابات تردد نفس الكذبة، يبدأ بالظن أنها حقيقة.

2. الخوف من العزلة الرقمية

البعض يتبنى رأيًا لأنه لا يريد أن يكون خارج “الموجة”.

3. الاستثارة العاطفية

الإخوان يستخدمون لغة مثيرة وصور صادمة لجذب الجمهور قبل أن يفكر.

4. الترندات تصنع القناعة

الظهور في “الأكثر تداولًا” يعطي مصداقية زائفة للمحتوى.

الهدف الحقيقي.. إخفاء الأخطاء وصناعة واقع بديل

استخدام الإخوان لهذه النظرية لا يهدف فقط لنشر الأكاذيب، بل لفعل شيء أخطر، وهو إغراق المنصّات بالضجيج حتى تختفي الحقائق.

فكل موجة تضليل تعمل على:

– تشتيت الانتباه عن الانتهاكات

– تبييض الأخطاء عبر تحويل الاتهامات للآخرين.

– خلق صورة جديدة لا علاقة لها بالواقع.

– إرباك المتابع حتى يعجز عن التمييز بين الصدق والزيف.

وهكذا تتحول السوشيال ميديا – في نظرهم – من مساحة تواصل إلى غرفة عمليات دعائية.

خاتمة

تكشف نظرية “القطيع الإخواني الرقمي” تحوّل الإعلام الموجَّه داخل الجماعة إلى ماكينة تعمل بلا توقف لإنتاج روايات بديلة وصناعة ضجيج يغطي على الحقيقة.

ولم تعد المعركة اليوم حول من يملك المعلومة، بل حول من يفرض سرديته أولًا. وبينما تزداد مساحة التضليل، يصبح الوعي الرقمي ضرورة؛ فالمعرفة هنا هي السلاح الوحيد القادر على إبطال تأثير القطيع وإعادة ميزان الحقيقة إلى مكانه.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *