ماذا حدث؟
في 19 أكتوبر 2025، نفذ أربعة رجال عملية سرقة جريئة في متحف اللوفر بباريس، حيث اقتحموا جناح “غاليري دابولون” صباح الأحد، مستخدمين شاحنة وسلم قابل للتمديد للوصول إلى الطابق الثاني. خلال سبع دقائق فقط، سرقوا تسع جواهر ملكية فرنسية تعود للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، بما في ذلك تاج مرصع بـ1354 ماسة و56 زمردة، ودبوس ماسي.
أسقط اللصوص التاج أثناء هروبهم بدراجات نارية، لكنهم نجحوا في الفرار بالبقية، ورغم وجود خمسة حراس وإطلاق الإنذارات، لم يتمكن الأمن من إيقافهم.
هذه ليست السرقة الأولى في اللوفر، فقد سُرقت الموناليزا عام 1911 واستعيدت بعد عامين، كما سُرق مرحاض ذهبي عام 2019 من قصر بلينهايم بإنجلترا في خمس دقائق.
أشارت بينيلوب جاكسون في تقرير “ذا كونفيرسيشن” إلى أن الجواهر قد تُفكك لبيع الأحجار والمعادن، مما يُصعب استعادتها، حيث تُقدر نسبة استرداد الأعمال الفنية عالمياً بـ10% فقط.
لماذا هذا مهم؟
تُعد هذه السرقة ضربة لسمعة اللوفر، أكبر متحف فني في العالم (8 ملايين زائر سنوياً)، حيث تُكشف عن ثغرات أمنية رغم وجود 500 ألف قطعة و30 ألف معروضة.
أهميتها تكمن في أن الجواهر ليست مجرد أشياء ثمينة، بل رمز لتاريخ فرنسا، مما يُثير غضباً شعبياً ويُقلل ثقة الجمهور في المؤسسات الثقافية. اقتصادياً، تُكلف السرقة ملايين (قيمة الجواهر تُقدر بـ50 مليون يورو)، وتُعيق السياحة الثقافية (5% من اقتصاد باريس).
أخلاقياً، تُسلط الضوء على استغلال تاريخي، حيث استولت فرنسا على كنوز من مستعمراتها، مما يُثير نقاشاً حول “العدالة التاريخية”.
أمنياً، تُظهر ضعف الحراسة (رواتب منخفضة، تقليصات بنسبة 15% في ميزانية الأمن)، كما حدث في معرض نيو ساوث ويلز 2025. عالمياً، تُعزز السرقة سوق الأعمال المسروقة (2 مليار دولار سنوياً)، مما يُشجع شبكات الجريمة المنظمة، كما في سرقة لوحات لينداور بنيوزيلندا 2017.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تُكثف الشرطة الفرنسية تحقيقاتها بالتعاون مع الإنتربول، مستخدمة كاميرات المراقبة (2000 ساعة تسجيل) وتحليل الأحجار المباعة في السوق السوداء، لكن استعادة الجواهر صعبة إذا فُككت.
داخلياً، سيُضغط اللوفر لتعزيز الأمن بكاميرات ذكية (تكلفة 10 ملايين يورو) وزيادة الحراس بنسبة 20%. ثقافياً، قد تُثير الحادثة مطالب بإعادة الكنوز المستعمرة إلى أصولها، كما في قضية بنين 2021.
عالمياً، ستُشجع المتاحف على إعادة تقييم الأمن، مما يُعزز التعاون مع اليونسكو لتتبع الأعمال (ميزانية 100 مليون دولار).
في النهاية، قد تُصبح السرقة حافزاً لإصلاحات أمنية، أو تُعمق أزمة الثقة في المتاحف، مما يُشكل مستقبل الحفاظ على التراث.