كيف أصابت السوشيال ميديا المراهقين بالأمراض؟

#image_title

ماذا حدث؟

نشرت مجلة Nature دراسة سويدية شملت أكثر من 8000 طفل تابعتهم من سن 10 إلى 14 عاماً، واكتشفت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (تيك توك، إنستغرام، سناب شات…) يرتبط بزيادة تدريجية واضحة في أعراض قلة الانتباه، بينما لعب الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة يوتيوب لم يؤثرا سلباً على الانتباه.

الدراسة استبعدت العوامل الأخرى مثل الجينات والدخل العائلي، وأثبتت أن العلاقة أحادية الاتجاه: التواصل الاجتماعي هو الذي يُسبب قلة الانتباه، وليس العكس.

كل ساعة إضافية يومية من التواصل الاجتماعي تزيد احتمال التشخيص باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنسبة 10% تقريباً، ومع زيادة الاستخدام من صفر إلى خمس ساعات يومياً خلال العقدين الماضيين، يُفسر ذلك جزءاً كبيراً من الارتفاع العالمي في تشخيص ADHD بين المراهقين.

لماذا هذا مهم؟

وسائل التواصل الاجتماعي تُقدّم تشتيتاً مستمراً طوال اليوم (إشعارات، رسائل، قصص)، على عكس الألعاب التي تُلعب في جلسات محدودة وتتطلب تركيزاً على التواصل الاجتماعي يُدرّب الدماغ على التشتت السريع، فيضعف القدرة على التركيز الطويل، وهو ما يظهر بوضوح في الدراسات العصبية.

النتيجة أن جيلاً كاملاً يعاني صعوبة متزايدة في الدراسة والعمل والتواصل الواقعي، مع ارتفاع تشخيص ADHD من 5% إلى 12-15% في بعض الدول. هذا التأثير لا يقتصر على الأطفال المعرضين أصلاً، بل يُصيب الجميع، مما يُرفع معدلات التشخيص في المجتمع ككل.

الدراسة تُثبت أن “ليس كل الشاشات متساوية”، وتُلقي مسؤولية كبيرة على شركات التواصل التي تُصمم تطبيقاتها لإدمان المستخدمين.

ماذا بعد؟

بدءاً من 10 ديسمبر 2025، دخل قانون أسترالي حيز التنفيذ يمنع الأطفال دون 16 عاماً من استخدام وسائل التواصل، مع غرامات تصل إلى ملايين الدولارات على الشركات المخالفة.

ستُتابع الدراسات الأسترالية تأثير هذا الحظر على معدلات الانتباه خلال 2026-2028، وإذا نجح، ستُقلّده دول أوروبية وكندا.

في الوقت نفسه، ستُطلق منظمة الصحة العالمية حملة توعية عالمية 2026 بعنوان “الانتباه أولاً”، مع تطبيقات مراقبة الوقت وتوصيات بتقليل الاستخدام إلى أقل من ساعتين يومياً للمراهقين.

الشركات الكبرى (ميتا، تيك توك) ستُجبر على إضافة أدوات “وضع تركيز” وحدود زمنية افتراضية.

إذا استمر الاتجاه الحالي، قد نشهد بحلول 2030 جيلاً يعاني ضعفاً جماعياً في الانتباه، لكن إذا نجحت التدخلات الجديدة، قد نرى أول انخفاض في تشخيص ADHD منذ عقود.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *