طفرة طبية صينية.. ابتكار جديد لعلاج كسور العظام في 3 دقائق

كسور العظام

ماذا حدث؟

أعلن فريق بحثي صيني في مستشفى “سر ران ران شو” التابع لجامعة تشيجيانغ بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين، عن ابتكار طبي ثوري يُدعى “Bone-02″، وهو غراء عظمي يعالج الكسور ويربط الشظايا العظمية في غضون ثلاث دقائق فقط.

استوحى الدكتور لين شيانفنغ، رئيس الفريق، الفكرة من قدرة المحار على الالتصاق بالجسور تحت الماء، مما أدى إلى تطوير مادة لاصقة تعمل في بيئات رطبة غنية بالدم دون فشل.

أجريت التجارب المعملية والسريرية على أكثر من 150 مريضاً، حيث أظهر الغراء قوة ربط تفوق 400 رطل (حوالي 181 كجم)، وقوة قص تصل إلى 0.5 ميغاباسكال، وقوة ضغط تقارب 10 ميغاباسكال، مع إكمال إحدى العمليات في أقل من 180 ثانية. يتميز Bone-02 بأنه يُحقن مباشرة في موقع الكسر، ويُمتص طبيعياً من الجسم أثناء الالتئام، مما يلغي الحاجة إلى جراحات إضافية لإزالة الزرعات المعدنية.

كُشف عن الابتكار في 10 سبتمبر 2025، وفقاً لتقارير من “غلوبال تايمز” و”إن دي تي في”، بعد سنوات من البحث بدأت في 2016 لمعالجة تحديات جراحة العظام التقليدية.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل هذا الابتكار اختراقاً علمياً في مجال جراحة العظام، حيث يحل مشكلات الطرق التقليدية التي تعتمد على صفائح ومسامير معدنية تتطلب شقوقاً كبيرة ووقتاً طويلاً، مع مخاطر عالية للعدوى والالتهابات والحاجة إلى عمليات ثانوية.

على عكس المحاولات السابقة في الأربعينيات من القرن الماضي، التي فشلت بسبب مشاكل التوافق الحيوي، يوفر Bone-02 توافقاً مثالياً مع الجسم، مما يقلل التكاليف والمضاعفات، خاصة في حالات الكسور المعقدة الناتجة عن الحوادث أو الكوارث.

أهميته تكمن في إمكانية تقليل وقت الجراحة إلى دقائق، مما يسرع التعافي ويحسن النتائج لملايين المرضى سنوياً، بالإضافة إلى تقليل الضغط على المستشفيات.

كما يعكس تقدماً في الطب الحيوي المستوحى من الطبيعة (البيوميمتيكري)، مما قد يفتح آفاقاً لعلاجات أخرى مثل جراحات العمود الفقري أو الأسنان، ويعزز مكانة الصين كقائدة في الابتكارات الطبية العالمية.

ماذا بعد؟

مع النتائج الإيجابية من التجارب الأولية، من المتوقع أن يدخل Bone-02 مراحل تدريب سريري أوسع للحصول على موافقات تنظيمية من هيئات مثل إدارة الغذاء والدواء الصينية (NMPA) والهيئات الدولية مثل FDA، ربما خلال عامين إلى ثلاثة سنوات، ليصبح متاحاً تجارياً.

قد يُطبق في حالات الطوارئ أولاً، ثم يتوسع إلى جراحات روتينية، مما يغير بروتوكولات علاج الكسور عالمياً ويقلل الاعتماد على الزرعات المعدنية.

على المدى الطويل، يُرجح تطوير إصدارات محسنة لأنواع كسور مختلفة، مع دراسات لتأثيره على الشفاء طويل الأمد، وتعاون دولي لنقل التكنولوجيا.

هذا الابتكار قد يسهم في خفض معدلات الإعاقة الناتجة عن الكسور، خاصة في الدول النامية، ويُعزز البحث في المواد اللاصقة الحيوية لتطبيقات طبية أخرى.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *