ماذا حدث؟
في حدث أثار صدمة في الأوساط الأثرية، اكتشفت وزارة السياحة والآثار المصرية اختفاء سوار ذهبي نادر يعود للملك بسوسنس الأول من الأسرة الحادية والعشرين (حوالي 1070-945 ق.م.)، من معمل الترميم داخل المتحف المصري بالتحرير في القاهرة.
وزن السوار نحو 600 جرام من الذهب الخالص، مزين بعناصر رمزية مثل عين أوجات، وكان قد عُثر عليه في مقبرة الملك بمدينة تانيس على يد عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه.
تم اكتشاف الاختفاء أثناء تجهيز القطع الأثرية لمعرض “كنوز الفراعنة” في روما، الذي يبدأ في 24 أكتوبر 2025 ويضم 130 قطعة.
أعلنت الوزارة في بيان رسمي يوم 16 سبتمبر 2025، أنها أحالت الواقعة إلى النيابة العامة والجهات الأمنية، وشكلت لجنة لحصر المقتنيات، مع التحفظ على هواتف بعض العاملين ومراجعة السجلات.
أوضحت الوزارة أن الصور المتداولة على وسائل التواصل لا تخص السوار المفقود، بل أساور أخرى معروضة في المتحف، وأن القطعة المختفية مختلفة تماماً.
كما تم تعميم صور السوار على المطارات والمنافذ الحدودية لمنع تهريبه، مع تأكيد الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، أن التحقيقات جارية ومن المتوقع كشف الحقيقة قريباً.
لماذا هذا مهم؟
يُعد اختفاء هذا السوار خسارة ثقافية هائلة، حيث يعكس فنون الصياغة الذهبية والرموز الدينية مثل عين أوجات التي ترمز إلى الحماية الإلهية.
اكتشافه في مقبرة تانيس جعله جزءاً من كنز ملكي نادر، مقارنة بكنوز توت عنخ آمون، لكنه ظل أقل شهرة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية.
أهميته تكمن في أن المتحف المصري يحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة، وهذه الحادثة تكشف ثغرات أمنية خطيرة، مثل غياب كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار في معامل الترميم، والاعتماد على أساليب تقليدية مثل الأختام الرصاصية غير الكافية.
يحذر خبراء من أن المشكلة ليست السرقة فحسب، بل الشبكات الدولية التي تمول وتهرب الآثار، كما أن التوقيت الحساس قبل المعرض الإيطالي يثير مخاوف بشأن سلامة القطع المسافرة، ويُعيد إلى الأذهان حوادث سرقة سابقة، ويُفاقم الجدل حول الحاجة إلى جرد شامل للمخازن.
ماذا بعد؟
مع استمرار التحقيقات، يُتوقع أن تكشف اللجنة المشكلة عن تفاصيل مسار السوار داخل المتحف، مع إمكانية استعادته إذا تم تهريبه، بفضل تسجيله الرسمي الذي يسهل تتبعه في مزادات دولية.
أكد زاهي حواس أن السوار قد يعود إلى مكانه قريباً، حيث يُعد من القطع المسجلة جيداً.
على المدى القريب، ستُعزز الوزارة الإجراءات الأمنية، بما في ذلك تركيب كاميرات وأجهزة إنذار، وإنشاء نظام تسجيل إلكتروني لكل قطعة يتضمن كوداً خاصاً وسجلاً كاملاً من الاكتشاف إلى الترميم.
كما يُرجح جرد عاجل للمخازن، خاصة الحلي الذهبية، للكشف عن أي اختفاءات أخرى، مع مراجعة النسخ المقلدة لمنع التبديل.
دولياً، قد يؤثر الحدث على المعرض الإيطالي، لكنه يُحفز تعاوناً أكبر مع اليونسكو لمكافحة التهريب.