دراسة صادمة: هل الرجال على وشك الانقراض؟

استخدام الرياضيين للمنشطات

ماذا حدث؟

أعادت دراسة جديدة نشرتها جامعة ملبورن ومعهد ماكس بلانك الجدل حول مصير كروموسوم Y، المسؤول عن تحديد الجنس الذكري.

الدراسة أكدت أن هذا الكروموسوم فقد 97% من جيناته الأصلية خلال 300 مليون سنة، ويحتوي اليوم على 45 جيناً فقط مقابل أكثر من 800 في البداية.

الباحثة جيني غريفز، التي أثارت الجدل قبل عقدين بتوقعها زوال Y خلال 5-11 مليون سنة، عادت لتؤكد أن الانكماش مستمر، لكنها شددت على أن “انقراض الرجال” مجرد عنوان إعلامي مبالغ.

في المقابل، دراسة من معهد ماساتشوستس للتقنية أظهرت أن الكروموسوم استقر تماماً خلال الـ25 مليون سنة الأخيرة، ولم يفقد أي جين مهم، مما يدحض فكرة الانهيار الوشيك.

أمثلة من الطبيعة (فئران الخلد وجرذان توكودايا) أثبتت أن فقدان Y لا يعني نهاية الذكورة، بل انتقال الجينات المسؤولة إلى كروموسومات أخرى.

لماذا هذا مهم؟

الجدل يتجاوز العلم ليُثير مخاوف وجودية حول مستقبل الذكورة البشرية، رغم أن العلماء يتفقون على أن أي تغيير سيستغرق ملايين السنين، أي أبعد بكثير من عمر البشرية المتوقع.

لكن الأهم هو الرسالة التطورية: الجينات قادرة على إعادة ترتيب نفسها بشكل مذهل، كما حدث في أنواع عديدة فقدت Y واستبدلته بجينات جديدة. هذا يكشف مرونة الطبيعة، ويُطمئن بأن الذكورة ليست رهينة كروموسوم واحد.

في الوقت نفسه، يُحذّر من مخاطر بيئية وكيميائية تُسرّع تدهور Y (مثل المواد البلاستيكية والملوثات)، مما قد يُؤثر على الخصوبة الذكرية خلال عقود وليس ملايين السنين.

الجدل يُعيد التأكيد على أن التطور لا يتوقف، وأن البشر قد يشهدون في المستقبل البعيد نظاماً جنسياً مختلفاً تماماً.

ماذا بعد؟

خلال العقد القادم، ستُركز الأبحاث على فحص جينومات بشرية حديثة لمعرفة إن كان هناك بالفعل جين بديل بدأ يتولى وظيفة Y في بعض السكان.

بحلول 2030، قد نرى تقنيات تعديل جيني (CRISPR) تُستخدم لتعزيز استقرار Y أو إصلاحه في حالات العقم الذكري.

على المدى الطويل (ملايين السنين)، إذا استمر الانكماش، سيظهر نظام جنسي جديد، ربما يعتمد على كروموسوم آخر أو حتى بدون كروموسومات جنسية واضحة، كما في بعض الزواحف.

أمام البشرية الحالية، الخطر الأكبر ليس زوال Y، بل التلوث البيئي الذي يُقلل عدد الحيوانات المنوية بنسبة 50% منذ 1970.

في النهاية، الرجال لن ينقرضوا، لكن شكل الذكورة قد يتغير جذرياً في مستقبل بعيد جداً، أو ربما يبقى كما هو إذا استقر Y كما تتنبأ MIT.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *