ماذا حدث؟
في 10 ديسمبر 2025، دخل حظر أستراليا على وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً حيز التنفيذ، كأول قانون وطني في العالم يمنع المنصات الكبرى مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، سناب شات، يوتيوب، ورديت من السماح بحسابات للقاصرين.
يُفرض الحظر غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي على الشركات المخالفة، مع آليات تحقق عمرية صارمة وإمكانية استئناف.
جاء القانون بعد حملة حكومية طويلة مدعومة بدراسات تُظهر أن 96% من الأطفال 10-15 عاماً يتعرّضون لمحتوى ضار، وسبعة من كل عشرة يواجهون مشاكل نفسية مرتبطة بالإدمان.
الآن، يُراقب العالم النتائج، حيث أعلنت نيوزيلندا خططاً لقانون مشابه في 2026، ودعا البرلمان الأوروبي لحظر لدون 16 عاماً، مع دراسات في الاتحاد الأوروبي لتحقق عمرية موحّد.
ماليزيا ستُطبّق حظراً في 2026، وفرنسا تُناقش حظراً لدون 15 عاماً مع حظر استخدام من 10 مساءً إلى 8 صباحاً لـ15-18 عاماً، بينما إسبانيا تُرفع الحد الأدنى إلى 16 عاماً إلا بموافقة الوالدين.
لماذا هذا مهم؟
الحظر الأسترالي يُمثّل نقطة تحول عالمية في مواجهة أزمة الصحة النفسية بين المراهقين، حيث تُظهر الدراسات ارتفاعاً في الاكتئاب والقلق بنسبة 30% مرتبطاً بوسائل التواصل، مع 46% من المراهقين “دائماً متصلين” في 2023 مقابل 24% في 2015.
بمنع الوصول، يُحمي القانون أكثر من مليون حساب قاصر، ويُجبر الشركات على إعادة تصميم خوارزمياتها، مما يُقلّل الإيرادات الإعلانية المبنية على بيانات الأطفال.
دولياً، يُلهم حركة عالمية: أوروبا تُركّز على الخصوصية والمحتوى الضار، ماليزيا ونيوزيلندا تُقلّد الحظر الكامل، بينما الولايات المتحدة تواجه معارضة من الشركات التي تُهدّد بمقاضاة أستراليا.
هذا النهج يُعالج “الإدمان الرقمي” الذي يُؤثر على التركيز والصحة النفسية، لكنه يُثير جدلاً حول حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، خاصة في الدول النامية حيث يُستخدم التواصل للتعليم والدعم الاجتماعي.
ماذا بعد؟
خلال 2026، ستُتابع أستراليا النتائج عبر استطلاعات حكومية، وإذا نجح الحظر في تقليل الاكتئاب بنسبة 20%، ستُقلّده نيوزيلندا وماليزيا، مع توسيع أوروبي لقوانين الخصوصية إلى حظر جزئي.
فرنسا وإسبانيا ستُطبّقان قيوداً صارمة بحلول منتصف العام، بينما القرار في الولايات المتحدة لن يكون موحدًا، فولايات مثل نبراسكا ستُفرض حظراً، مقابل معارضة فيدرالية من الشركات.
الاتحاد الأوروبي سيُطلق تطبيق تحقق عمرية موحّداً في 2027، وصين ستُوسّع “وضع القاصرين” للحد من الوقت.
في النهاية، إذا أثبت الحظر فعاليته، سيُصبح نموذجاً عالمياً للحماية الرقمية، لكن الفشل قد يُعزّز الدعوات لتنظيم الخوارزميات بدلاً من الحظر الكامل.