هل يسقط مادورو بفضل الضغط الأمريكي على فنزويلا؟

هل يسقط مادورو بفضل الضغط الأمريكي على فنزويلا؟

ماذا حدث؟

شهدت فنزويلا تصعيداً عسكرياً في أواخر أكتوبر 2025، مع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الكاريبي، بما في ذلك إرسال حاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد” ومدمرات، تحت ذريعة مكافحة “الإرهاب المدعوم بالمخدرات”.

رد الرئيس نيكولاس مادورو بتعبئة وطنية، إعلان “الجمهورية مسلحة”، ونشر 4.5 مليون عضو من ميليشيا بوليفارية، بالإضافة إلى 25 ألف جندي قرب الحدود مع كولومبيا.

أمر مادورو بتدريب مدنيين على الأسلحة وإنشاء 284 جبهة دفاعية، مستفيداً من دعم روسي (صواريخ إيغلا-إس) وإيراني (طائرات مسيرة) وكوبي (مستشارون أمنيون).

أجرت واشنطن 13 ضربة جوية على سفن مخدرات، مما أسفر عن مقتل 57 شخصاً، وأكدت السي آي إي صلاحيتها للعمل داخل فنزويلا، وسط محاولات تجنيد قريبة من مادورو فشلت.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل الضغط الأمريكي محاولة لتغيير النظام، لكنه لن يؤدي إلى انهيار سريع لمادورو، الذي يحافظ على ولاء الجيش والأجهزة الأمنية عبر الرعاية والحصار الذي يُغذي الشعور بالحصار.

المعارضة الديمقراطية المتحدة مفككة بعد سرقة الانتخابات 2024، وتعاني من قمع يومي، مما يُجعل الانقلاب أو الانتفاضة غير محتملة دون انشقاق نخبوي أو تدخل أمريكي مباشر.

الدعم الخارجي من روسيا وإيران وكوبا يُعزز قدرات الدفاع، بينما يُفاقم الضغط الأزمة الإنسانية، مع نزوح 7.9 مليون مهاجر، ويُهدد بتصعيد يُشعل قومية في فنزويلا، مُعيقاً الإجماع الإقليمي ومُفاقماً الهجرة غير الشرعية.

هذا يُعكس فشل استراتيجية “الضغط القاسي”، التي قد تُعزز مادورو كضحية، كما حدث في محاولات سابقة فشلت (2018 و2020).

ماذا بعد؟

من المرجح أن يستمر الضغط باستراتيجية هجينة: ضربات دقيقة على أهداف عسكرية، عمليات سرية، وحرب سيبرانية لعزل مادورو، لكن ذلك يُطيل الأزمة ويُفاقم النزوح.

إشارات مثل زيادة رحلات روسية إلى كاراكاس أو توسيع أهداف أمريكية قد تُشعل تصعيداً، بينما تعتمد نجاح المعارضة (مثل ماريا كورينا ماتشادو، حائزة نوبل 2025) على تحشيد الشارع مع ضغط دولي.

إذا نجحت المعارضة، قد يُؤدي إلى انتقال السلطة، لكن الفشل يُعزز مادورو ويُعيق الاستقرار الإقليمي.

على المدى الطويل، يتطلب الحل تفاوضاً يشمل الاتحاد الأوروبي والبرازيل، لتجنب “الإرث المُعقد” من التدخل العسكري.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *