هل تصلح طريقة ترامب لإنهاء حرب غزة في أوكرانيا؟

هل تصلح طريقة ترامب لإنهاء حرب غزة في أوكرانيا؟

ماذا حدث؟

في أكتوبر 2025، أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرب غزة بعد عامين من الصراع، من خلال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، برعاية أمريكية-مصرية-قطرية-تركية، يشمل الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، تبادل رهائن (20 حياً ورفات 28 آخرين مقابل 2000 معتقل فلسطيني)، وإعادة الإعمار بـ20 مليار دولار.

اعتمد النجاح على “السلام من خلال القوة”، حيث دعم ترامب هجوماً إسرائيلياً مكثفاً على غزة، مع ضربات على إيران وحزب الله والحوثيين، مما أضعف إيران (الداعم الرئيسي لحماس) وأجبر الحركة على التنازل.

في خطاب أمام الكنيست في 13 أكتوبر، أعلن ترامب أن “القصة التالية هي روسيا”، مشيراً إلى تطبيق نفس النموذج على أوكرانيا، حيث رفض تقديم صواريخ توماهوك لزيلينسكي في لقاء 17 أكتوبر، مفضلاً الضغط على بوتين عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، كما في غزة حيث استخدم الضغط على قطر وتركيا لإجبار حماس.

لماذا هذا مهم؟

يُعد نجاح غزة نموذجاً لـ”الدبلوماسية القسرية”، حيث أجبر ترامب الطرفين على التنازل عبر ضغط عسكري-اقتصادي، مما أنهى صراعاً أودى بـ42 ألف قتيل، وفتح أبواب السلام الإقليمي، لكنه يثير تساؤلات عن تطبيقه في أوكرانيا، حيث تختلف الديناميكيات: غزة كانت صراعاً محلياً، بينما أوكرانيا جيوسياسياً مع قوة نووية (روسيا).

أهميته تكمن في أن النهج الترامبي يُعتمد على “القوة أولاً”، ناجحاً في إضعاف إيران (ضربات نووية في يونيو 2025)، لكنه يُخاطر بتصعيد نووي في أوروبا، حيث يُرفض زيلينسكي التنازل عن دونباس (20% من الأراضي).

سياسياً، يُعزز إرث ترامب كـ”صانع سلام”، لكنه يُضعف الناتو، مما يُشجع بوتين على التمدد.

إنسانياً، نجح في غزة بإعادة 1.5 مليون نازح، لكنه في أوكرانيا قد يُطيل الحرب (500 ألف قتيل، 6 ملايين لاجئ)، مما يُفاقم الأزمة الشتوية.

عالمياً، يُعيد رسم التحالفات، حيث يُدعم الخليج غزة، لكن أوروبا تخشى “التنازل” لروسيا.

ماذا بعد؟

في أوكرانيا، قد يُطبق ترامب النموذج عبر عقوبات اقتصادية (تجميد أصول روسية بـ300 مليار دولار) ودعم عسكري محدود (صواريخ ATACMS في نوفمبر 2025)، للضغط على بوتين قبل قمة G20 في ديسمبر، لكن رفضه للصواريخ الآن يُشير إلى تفضيل “التجميد”، مما قد يُؤدي إلى صفقة تُعيد 1 مليون لاجئ مقابل دونباس.

إذا نجحت، تُنهي الحرب وتُعزز إرث ترامب، لكن الفشل قد يُشجع روسيا على تصعيد، مما يُضعف الناتو.

إقليمياً، يُعزز النجاح في غزة التوسع في الاتفاق الإبراهيمي، لكنه في أوكرانيا قد يُشعل صراعاً أوروبياً.

في النهاية، يعتمد النجاح على الضغط المتوازن، حيث قد يُصبح قطاع “غزة” نموذجاً للسلام، أو يُعيد أوكرانيا إلى الاستنزاف، مما يُحدد مصير السياسة الخارجية الترامبية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *