مظاهر غريبة في مصر.. هل تعاد الانتخابات البرلمانية؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

مع انطلاق المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري 2025 في 14 محافظة، تحولت الحملات الانتخابية إلى مسرح كوميدي غير متوقع. في الشرقية، ركب المرشح أحمد منصور حصاناً وشهر سيفاً ليروج لرمزه، بينما جاب حسام المستي شوارع فاقوس على تروسيكل عادي يعلن عن رمز “النجفة”.

في الدقهلية، ظهر أشرف عبد الهادي بزي فرعوني كامل مع أنصاره وأقام مؤتمرات بأغانٍ فرعونية ليربط حملته برمز “تمثال رمسيس”. في القاهرة، جابت المرشحة مونيكا مجدي شبرا على دراجتها البخارية حاملة شعار “الأسد”.

وفي جنوب سيناء، نزل محسن جعفر إلى أعماق البحر الأحمر مع غطاسين في حملة تنظيف، رافعاً لافتات رمز “الديك” تحت الماء. انتشرت هذه المشاهد بسرعة هائلة على السوشيال ميديا، لكن الفرحة لم تكتمل.

في صباح 17 نوفمبر، نشر الرئيس عبد الفتاح السيسي بياناً نارياً يطالب الهيئة الوطنية للانتخابات بالتحقيق الدقيق في مخالفات الدعاية الانتخابية، ويأمرها بعدم التهاون، بل بإلغاء المرحلة كاملة أو جزئياً في أي دائرة تثبت فيها التجاوزات.

لماذا هذا مهم؟

كشفت هذه الحملات الغريبة عن وجهين متناقضين للعملية الانتخابية: الأول هو دخول مصر عصر “الدعاية الفيروسية” حيث أصبح الفيديو القصير على تيك توك أقوى من أي بنر تقليدي، والثاني هو غياب التنافس الحقيقي في معظم الدوائر، مما دفع المرشحين المستقلين أو محدودي الإمكانيات إلى ابتكار أي شيء يجعلهم يظهروا، لكن تدخل الرئيس السيسي المباشر والحاسم غيّر قواعد اللعبة تماماً.

البيان ليس مجرد تعليق عابر، بل تحذير علني بأن الدولة لن تسمح بتحويل الانتخابات إلى كرنفال، وأن أي دعاية تتجاوز الحدود القانونية أو تُسيء لصورة العملية الانتخابية ستُعاقب بأقسى العقوبات، بما في ذلك إلغاء النتائج.

هذا التدخل يُعيد للهيئة الوطنية للانتخابات هيبتها، ويضع كل المرشحين في المرحلة الثانية أمام خيارين: إما دعاية هادئة وقانونية، أو المخاطرة بإلغاء مقعدهم قبل أن يجلسوا عليه.

ماذا بعد؟

خلال الأيام القليلة القادمة، ستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات نتائج فحص الشكاوى والطعون في المرحلة الأولى، ومن المتوقع إلغاء الانتخابات في عدد من الدوائر التي شهدت دعاية مبالغ فيها أو تجاوزات مالية.

في المرحلة الثانية التي تبدأ 24 نوفمبر في 13 محافظة (بينها القاهرة والشرقية والدقهلية)، ستنخفض حدة “الشو الانتخابي” بشكل ملحوظ، حيث سيفضل معظم المرشحين اللافتات التقليدية والبيانات المكتوبة على المغامرة بفيديو فيروسي قد يكلفهم المقعد.

على المدى الطويل، ستضع هذه الدورة معياراً جديداً للدعاية في مصر: الإبداع مسموح، لكن ضمن الخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس شخصياً.

من نجح في 2025 بالحصان أو الزي الفرعوني قد يصبح آخر من يفعل ذلك، لأن الرسالة وصلت بوضوح: الانتخابات ليست مهرجاناً، والبرلمان ليس مسرحاً.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *