ماذا حدث؟
وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، عادت القاهرة لتلعب دورًا محوريًا في الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة، بعدما كشفت صحيفة معاريف عن “معركة دبلوماسية” تقودها مصر لإعادة فتح معبر رفح بشكل دائم.
ووفق التقرير، تعمل القاهرة على مسار يوازن بين التهدئة وإعادة الإعمار مع استمرار التنسيق الأمني مع تل أبيب، ضمن جهود أوسع لإحياء مبادرات سياسية مرتبطة بـ الخطة الأمريكية لحل الدولتين.
شروط القاهرة للانخراط في أي تهدئة
اشترطت القاهرة وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات وتعهد إسرائيل بعدم استئناف القتال، مع ترجيحات بفتح معبر رفح جزئيًا خلال أيام إذا التزمت تل أبيب.
وخلال قمة شرم الشيخ، رحّبت مصر بعودة الاتصالات المباشرة مع نتنياهو في خطوة تهدف لإحياء الحوار بعد فترة من الجمود.
انتخابات إسرائيلية تُعطّل الحراك السياسي
مع ذلك، رأت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا التقارب لن يتحول إلى خطوات سياسية ملموسة قبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة، مشيرةً إلى أن الحكومة الحالية “عاجزة عن اتخاذ قرارات مصيرية” بشأن قضايا الوضع النهائي، وهو ما تدركه القاهرة جيدًا، رغم تمسّكها بضرورة استمرار التنسيق الأمني والسياسي بين الطرفين.
تحذيرات أمنية من القاهرة
وفي تطور لافت، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية مصرية قولها إن القاهرة أبلغت واشنطن وتل أبيب بأن الأسلحة الموجودة في غزة تمثل تهديدًا فعليًا لكلا الجانبين، في إشارة إلى تعقيد المشهد الأمني وارتباطه المباشر بأي جهود لإعادة الاستقرار.
التجارة مستمرة رغم الحرب
اقتصاديًا، أوضح التقرير أن طرق التجارة بين مصر وإسرائيل لم تتأثر جوهريًا رغم الحرب المستمرة منذ عامين، إلا أن مشاريع التعاون الاقتصادي بين شركات حكومية مصرية ومسؤولين إسرائيليين جُمّدت مؤقتًا “لأسباب سياسية”، وسط توقعات بعودتها إلى مسارها الطبيعي في حال استقرت الأوضاع.
وتعتبر القاهرة هذه المشاريع جزءًا من رؤية أوسع لـ”إعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس”.
قنوات مفتوحة مع المعارضة الإسرائيلية
كما أشار التقرير إلى أن مصر ما زالت تحافظ على قنوات تواصل غير رسمية مع شخصيات إسرائيلية من المعارضة، ورغم محدودية تأثير هذه العلاقات على المشهد السياسي في تل أبيب حاليًا، ترى القاهرة فيها بوابة محتملة لتعاون إقليمي مستقبلي يضم دولًا مثل تركيا وقطر، إذا ما أفرزت الانتخابات حكومة إسرائيلية أكثر اعتدالًا.
ماذا بعد؟
لا تستبعد القاهرة أن يطرح نتنياهو، في حال بقائه في السلطة، مبادرة سياسية تتوافق مع رؤيتها لتحقيق تهدئة طويلة وإعادة إعمار غزة.
واختتمت معاريف تقريرها بالتأكيد على أن الهدف المصري يبقى منع التصعيد واستعادة الاستقرار، تمهيدًا لعودة تدريجية للحياة المدنية والاقتصادية بين مصر وإسرائيل وغزة.