ماذا سيحدث بعد توقيع اتفاق إطلاق النار في غزة؟

ماذا سيحدث بعد توقيع اتفاق إطلاق النار في غزة؟

ماذا حدث؟

في 13 أكتوبر 2025، أُطلق سراح آخر 20 رهينة إسرائيليين أحياء في غزة، إلى جانب تسليم جثامين أربعة آخرين إلى الصليب الأحمر، فيما أفرجت إسرائيل عن 1718 فلسطينياً محتجزاً بدون تهم و250 سجيناً بأحكام طويلة، مع ترحيل 154 إلى مصر كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.

شهدت تل أبيب احتفالات في ميدان الرهائن، وتجمع حشود في مستشفى ناصر بغزة لاستقبال المفرج عنهم.

خلال خطاب أمام الكنيست في نفس اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاء “الكابوس الطويل”، داعياً إلى “فجر جديد للشرق الأوسط”، وحذر نتنياهو من استئناف الحرب، مؤكداً أن إسرائيل “فازت”.

في شرم الشيخ، استضافت مصر قمة بقيادة ترامب والسيسي، بحضور قادة من قطر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، لمناقشة مستقبل غزة، بينما تغيب نتنياهو.

تضمنت الخطة المكونة من 20 نقطة انسحاباً إسرائيلياً جزئياً، وتدفق مساعدات، وخطوات لإعادة الإعمار، لكن قضايا مثل نزع سلاح حماس وحكم غزة ظلت معلقة.

لماذا هذا مهم؟

يمثل الاتفاق نقطة تحول بعد حرب استمرت عامين، أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت غزة، حيث أنهى احتجاز الرهائن، وهو أحد أهداف إسرائيل الرئيسية، وفتح الباب لإعادة إعمار بمليارات الدولارات بدعم عربي وغربي.

أهميته تكمن في إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية، مع تراجع نفوذ حماس بعد استبعادها من صياغة الخطة الأولية، وتزايد الضغط على إسرائيل للالتزام بالانسحاب الكامل. يعزز الاتفاق دور مصر وقطر كوسيطين، ويعكس نجاح “دبلوماسية القط الميت” لترامب، التي أجبرت الطرفين على التنازل عبر اللوم العلني.

سياسياً، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية لعدم استئناف الحرب، بينما ترفض حماس نزع سلاحها، معتبرةً إياه “شرعياً”، مما يثير تساؤلات حول الحكم في غزة.

اقتصادياً، يوفر الاتفاق فرصة لتخفيف الأزمة الإنسانية عبر تدفق المساعدات، وإقليمياً، يدعم الاستقرار عبر توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، لكنه يعتمد على تنفيذ النقاط المتبقية.

ماذا بعد؟

ستبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات في شرم الشيخ لمعالجة نزع سلاح حماس تدريجياً لهيئة فلسطينية-مصرية بإشراف دولي، وتحديد حكم غزة، مع نشر قوة استقرار مؤقتة تشمل الولايات المتحدة وقطر.

قد يؤدي نجاح التنفيذ إلى إعادة إعمار غزة بتمويل يصل إلى 20 مليار دولار، وعودة اللاجئين، وتوسيع السلام إلى لبنان وسوريا، كما يرى المحلل بوركو أوزجليك.

لكن الفشل، إذا استغل نتنياهو الغموض حول الانسحاب أو رفضت حماس نزع السلاح، قد يعيد التصعيد، خاصة مع استمرار إسرائيل في استخدام “حق حماية الأمن القومي” للعمل في غزة.

إقليمياً، ستتولى مصر دوراً محورياً في الإشراف على المساعدات والأمن، بينما يعتمد النجاح على ضمانات أمريكية لمنع إسرائيل من خرق الاتفاق، مما قد يجعل غزة نموذجاً للسلام أو جبهة جديدة للتوتر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *