كيف يراهن نتنياهو على لقاء ترامب وبن سلمان لإنقاذة مستقبله؟

كيف يراهن نتنياهو على لقاء ترامب وبن سلمان لإنقاذة مستقبله؟

ماذا حدث؟

في الفترة الأخيرة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً سياسية داخلية متزايدة مع اقتراب الانتخابات المبكرة المتوقعة في 2026، حيث يعتمد على تحالفات خارجية لتعزيز موقفه.

زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل مؤخراً في يوم عودة 20 رهينة حياً من غزة، حيث أشاد بخطاب أمام الكنيست بنتنياهو كـ”رجل شجاع ووطني”، وسط احتفاء شعبي واسع.

كما يُتوقع أن يلتقي ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض اليوم 18 نوفمبر 2025، لمناقشة صفقات أمنية ونووية وتكنولوجية، مع التركيز على توسيع اتفاقيات أبراهام.

يراهن نتنياهو على أن يدفع ترامب بن سلمان نحو خطوات تطبيع محدودة مع إسرائيل، مثل إعلان نية مستقبلية أو لقاء مباشر، مقابل ضغط أمريكي عليه لتخفيف معارضته للدولة الفلسطينية.

هذه التحركات تأتي بعد نجاحات عسكرية إسرائيلية ضد إيران وحزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا، لكنها تتعارض مع رفض نتنياهو للدولة الفلسطينية.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل رهان نتنياهو على اللقاء المتوقع بين ترامب وبن سلمان محاولة لتحويل الضغوط الداخلية إلى فرصة إقليمية، حيث يعاني من شعبية منخفضة بسبب فشل 7 أكتوبر 2023، ومحاكمته الفسادية، ورفضه للتحقيق المستقل، وجدل تجنيد اليهود المتدينين.

يستخدم نتنياهو حججين رئيسيين للناخبين: أنه “صديق ترامب الأفضل” الذي يضمن دعماً أمريكياً، وأنه الوحيد القادر على منع الدولة الفلسطينية.

هذا الرهان يُعقد تنفيذ خطة ترامب للسلام في غزة، التي تتطلب مساراً للدولة الفلسطينية لكسب دعم عربي، بما في ذلك السعودية التي تربط التطبيع بتقدم في إقامة الدولة الفلسطينية.

كما يؤثر على توسيع اتفاقيات أبراهام، إذ يرفض بن سلمان التطبيع دون ضمانات لفلسطين، مما يجعل اللقاء اختباراً لقدرة ترامب على التوفيق بين حلفائه.

بالنسبة لإسرائيل، يُحول هذا التوازن الانتخابات إلى معركة إقليمية، حيث قد يؤدي فوز نتنياهو إلى عزلة أكبر، بينما يُعزز فشله فرصاً لتغيير حكومي يُسرع التطبيع.

ماذا بعد؟

مع اللقاء اليوم، قد يقدم ترامب حوافز للسعودية مثل ضمانات أمنية أو تعاون نووي لدفع بن سلمان نحو تطبيع جزئي، مقابل ضغط على نتنياهو لقبول “مسار موثوق” للدولة الفلسطينية، كما حدث في إقناعه بوقف إطلاق النار في غزة.

إذا نجح، سيستخدم نتنياهو ذلك لتعزيز حملته الانتخابية، ربما بدعوة من الكونغرس الأمريكي أو إعلان سعودي يُظهر تقدماً إقليمياً.

أما إذا فشل، فسيواجه نتنياهو صعوبة في منع تشكيل ائتلاف معارض، مما يؤدي إلى انتخابات متكررة أو حكومة وحدة قصيرة الأمد.

في النهاية، يُحدد هذا الرهان مسار 2026: إما حكومة نتنياهو تعرقل خطة ترامب، أو انتقال إلى قيادة جديدة تُسرع التطبيع السعودي بحلول 2027، مع الحفاظ على التوازن الدقيق بين الشعبية في إسرائيل والطموحات الإقليمية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *