ماذا حدث؟
في السنوات الأخيرة، تحولت بيلاروسيا من حليف مزعج إلى دولة تابعة تماماً لروسيا دون ضم رسمي، بدءاً من دعم لوكاشينكو لموسكو بعد احتجاجات 2020.
سمحت مينسك باستخدام أراضيها كقاعدة للغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، مما شمل إطلاق صواريخ ونقل قوات عبر سككها الحديدية.
وقعت اتفاقيات دولة الاتحاد في نوفمبر 2021، تضمنت 28 برنامجاً لتوحيد الأنظمة القانونية والاقتصادية والضريبية، مع منصة رقمية روسية للبيانات الضريبية.
عسكرياً، نشرت روسيا أنظمة إسكندر وقدرات نووية تكتيكية بحلول 2023، ووقعت معاهدة ضمانات أمنية في ديسمبر 2024 تسمح بقواعد دائمة.
اقتصادياً، بلغت الصادرات إلى روسيا 70% بحلول 2024، مع استثمارات روسية تسيطر على الصناعات العسكرية مثل إنتاج رقائق للصواريخ.
ثقافياً، أعيدت كتابة المناهج لتعزيز “الأمة الروسية الثلاثية”، وأنشئت شركة إعلامية مشتركة بميزانية 11 مليون دولار.
رفض لوكاشينكو الضم الكامل للحفاظ على مظهر السيادة، لكنه سلم السيطرة الفعلية.
لماذا هذا مهم؟
يحول تبعية بيلاروسيا الجبهة الشرقية لحلف الناتو، مما يجعلها قاعدة أمامية للعدوان الروسي، مع أسلحة نووية تكتيكية تهدد دول البلطيق وبولندا.
يعزز ذلك نفوذ بوتين دون تكاليف الضم، مما يوفر نموذجاً لسيطرة على دول أخرى مثل أرمينيا أو كازاخستان. اقتصادياً، يدمج الصناعات البيلاروسية في آلة الحرب الروسية، مما يساعد موسكو على تجاوز العقوبات، بينما يفقد مينسك أسواق الاتحاد الأوروبي (انخفاض الصادرات من 8.5 مليار دولار في 2019 إلى مليار في 2024).
اجتماعياً، يتعارض مع رأي 85% من البيلاروسيين الذين يعارضون الحرب والنووي، مما يعمق الانقسام ويغذي هجرة المواهب (فقدان 19 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات).
عالمياً، يضعف الديمقراطية في أوروبا الشرقية، ويمنح روسيا رافعة في منظمات مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مما يطيل الصراع في أوكرانيا.
ماذا بعد؟
ستستمر الاندماج مع تنفيذ برامج دولة الاتحاد بحلول 2026، مما قد يؤدي إلى عملة مشتركة أو برلمان اتحادي، لكن لوكاشينكو سيحافظ على السيادة الاسمية لاحتواء المعارضة.
عسكرياً، قد تنشر روسيا صواريخ أوريشنيك بحلول 2026، مما يرفع التوتر مع الناتو.
اقتصادياً، ستعتمد مينسك أكثر على الديون الروسية (8 مليارات دولار)، مع محاولات فاشلة للتنويع نحو الصين أو أفريقيا.
داخلياً، قد يؤدي قمع المعارضة إلى احتجاجات جديدة إذا انهار الاقتصاد، مما يفتح باباً لتدخل روسي مباشر.
غربياً، يتطلب الأمر عقوبات متزامنة ودعم الديمقراطيين في المنفى لإضعاف النظام، مع خطط طوارئ لانهيار لوكاشينكو، لاستعادة سيادة بيلاروسيا كحاجز أمام روسيا.