قمة الدوحة.. العرب والمسلمون يتضامنون لمواجهة إسرائيل

مؤتمر صحفي بقمة الدوحة

ماذا حدث؟

انعقدت قمة عربية-إسلامية طارئة في الدوحة يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، بمشاركة زعماء وقادة من عشرات الدول العربية والإسلامية، لمناقشة الرد على الهجوم الإسرائيلي “الغادر” الذي وقع على حي سكني في العاصمة القطرية، مستهدفاً مباني خُصصت لاستضافة وفود الوساطة في غزة، إلى جانب مدارس وحضانات وبعثات دبلوماسية، مما أسفر عن مقتل شهيد قطري وإصابة مدنيين.

اعتمدت القمة بياناً ختامياً يدين بشدة هذا “العدوان الجبان غير الشرعي”، الذي يُعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر وللقانون الدولي، ويُضاف إلى سجل إسرائيل الإجرامي من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.

أكد البيان التضامن المطلق مع قطر، مشيداً بموقفها “الحضاري والحكيم” في الالتزام بالقانون الدولي والدفاع عن سيادتها بالوسائل المشروعة، ودعم كل خطوات الرد لحماية أمنها واستقرارها.

كما رفض البيان التهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف دول أخرى، معتبراً إياها تصعيداً خطيراً يهدد السلم العالمي، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانتها واتخاذ إجراءات رادعة.

رحب القادة بقرار جامعة الدول العربية حول “الرؤية المشتركة للأمن”، مؤكدين مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك، مع الترحيب بـ”إعلان نيويورك” الأممي لحل الدولتين.

لماذا هذا مهم؟

يُعد البيان الختامي وثيقة تاريخية تعكس وحدة عربية-إسلامية نادرة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، حيث يُفسر الهجوم على قطر كاعتداء على الجهود الدبلوماسية المحايدة لوقف الحرب في غزة وإطلاق الرهائن، مما يقوض فرص السلام ويهدد الأمن الإقليمي بأكمله.

أهميته تكمن في إدانة الممارسات الإسرائيلية الشاملة، مثل الحصار والاستيطان، التي تُعيق حل الدولتين وتُفاقم معاناة الفلسطينيين، مع التأكيد على أن السلام لا يتحقق بتجاهل القضية الفلسطينية.

كما يعزز البيان دور قطر كوسيط رئيسي إلى جانب مصر وأمريكا، مشيداً بجهودها الإنسانية والتعليمية، مما يُعزز مكانتها الدولية ويُحوّل الاعتداء إلى رمز للمقاومة السلمية.

بالإضافة إلى ذلك، يُبرز التركيز على الأمن الجماعي والرؤية المشتركة ضرورة الاصطفاف ضد التهديدات، مع رفض أي ترتيبات إقليمية لا تحترم السيادة أو تنتهي الاحتلال، مما يُعيد رسم خطوط الدفاع العربي-الإسلامي ويُضغط على المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر.

ماذا بعد؟

مع اعتماد البيان، يُتوقع تنسيق جهود عربية-إسلامية لمراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، بما في ذلك حملات في مجلس الأمن لتعليق عضويتها بالأمم المتحدة، وفرض عقوبات تجارية أو مالية للضغط على وقف العدوان في غزة.

قد تتخذ قطر إجراءات دفاعية مشروعة، مدعومة بتضامن دولي، مع استمرار دورها في الوساطة لإطلاق الأسرى ووقف إطلاق النار.

على الصعيد الإقليمي، ستُفعّل الآليات التنفيذية للرؤية الأمنية المشتركة، ربما عبر قمم إضافية أو تحالفات عسكرية محدودة، لمواجهة التهديدات المشتركة، مع دعم أقوى للفلسطينيين نحو دولة مستقلة على حدود 1967.

دولياً، قد يزور مسؤولون أمريكيون مثل ماركو روبيو الدوحة لتهدئة التوترات، لكن الضغط المتنامي قد يُعيق اتفاقيات التطبيع السابقة.

في النهاية، تُمثل القمة نقطة تحول نحو وحدة استراتيجية، تهدف إلى إنهاء الاحتلال وإرساء سلام عادل، مع الحفاظ على الجهود الدبلوماسية لتجنب تصعيد أوسع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *