عملية سرّية ورسالة ردع.. كيف أوقفت أميركا شحنة عسكرية في طريقها لإيران؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في عملية سرّية ونادرة، أعلنت مصادر أميركية نجاح قوات خاصة تابعة للولايات المتحدة في إحباط شحنة مواد ذات طابع عسكري كانت متجهة إلى إيران، عقب اعتراض سفينة في عرض المحيط الهندي، ضمن جهود لمنع طهران من إعادة بناء قدراتها العسكرية.

وبحسب مسؤولين أميركيين، صعدت القوات الخاصة، الشهر الماضي، على متن سفينة كانت تبعد مئات الأميال عن سواحل سريلانكا، حيث جرى تفتيشها ومصادرة الشحنة بعد متابعة استخباراتية دقيقة، قبل السماح لها بمواصلة رحلتها.

متابعة استخباراتية دقيقة

وأشار المسؤولون، إلى جانب شخص مطّلع على تفاصيل العملية، إلى أن الولايات المتحدة كانت تراقب الشحنة منذ انطلاقها من الصين، قبل أن تتدخل في توقيت محسوب.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادرها أن هذه العملية تأتي ضمن نمط جديد من التحركات الأميركية في البحار المفتوحة.

تكتيكات غير مألوفة

وتعكس هذه الخطوة، وفق المسؤولين، لجوء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أساليب بحرية أكثر هجومية تجاه خصومها، وهي إجراءات نادرًا ما استخدمتها واشنطن في السنوات الماضية، خاصة في ما يتعلق بعمليات الاعتراض المباشر في عرض البحر.

طبيعة الشحنة المصادرة

وقال أحد المسؤولين إن الشحنة كانت تضم مكونات يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة تقليدية إيرانية، لافتًا إلى أن المواد المصادرة جرى تدميرها لاحقًا.

وأضاف أن هذه المواد تُصنَّف ضمن ما يُعرف بـ«الاستخدام المزدوج»، إذ يمكن توظيفها في مجالات مدنية وعسكرية في آن واحد.

وجهة الشحنة وارتباطها بالصواريخ

وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول ثانٍ، إلى جانب شخص مطّلع على العملية، بأن معلومات استخباراتية أميركية رجّحت أن الشحنة كانت متجهة إلى شركات إيرانية متخصصة في توفير مكونات لبرنامج الصواريخ الإيراني. وأكد مسؤولون أن العملية نُفذت بمشاركة قوات خاصة إلى جانب قوات تقليدية.

لماذا هذا مهم؟

وتأتي هذه التطورات في وقت يؤكد فيه مسؤولون إيرانيون مضاعفة جهودهم لإعادة بناء ترسانة الصواريخ الباليستية، تحسبًا لاحتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل، ما يضفي على العملية الأميركية أبعادًا استراتيجية تتجاوز مجرد مصادرة شحنة بحرية.

تحركات متزامنة

وجرت هذه العملية قبل أسابيع من إعلان الولايات المتحدة مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا، كانت تُستخدم لنقل النفط من فنزويلا إلى إيران، في خطوة عكست تشديد الخناق البحري على خطوط الإمداد الإيرانية.

ماذا بعد؟

وتكتسب المصادرة الأخيرة أهمية إضافية، كونها تأتي في أعقاب إعادة الأمم المتحدة، أواخر سبتمبر، فرض حظر دولي على تجارة الأسلحة مع إيران، ما يضع العملية ضمن إطار أوسع من الضغوط الدولية الرامية إلى كبح القدرات العسكرية لطهران.

بهذا، تحمل العملية رسالة واضحة من عرض البحر، مفادها أن طرق الإمداد لم تعد آمنة، وأن المواجهة مع إيران لم تعد تقتصر على البر والجو، بل امتدت إلى أعماق المحيطات.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *