ماذا حدث؟
شنت مسيرة إسرائيلية غارة جوية غرب مدينة غزة، استهدفت سيارة جيب يقودها القيادي البارز في كتائب القسام رائد سعد، الذي يُعتبر الرجل الثاني في الجناح العسكري لحماس بعد عز الدين الحداد.
أسفر الهجوم عن مقتل سعد وثلاثة آخرين كانوا معه (حراسه الشخصيين)، وفقاً لتقارير فلسطينية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن الغارة نُفذت بأربعة صواريخ لإحباط مخططات إعادة التسليح.
سعد، مسؤول التصنيع في القسام، كان يُخطط لإعادة بناء القدرات الصاروخية، ونجا من محاولتين سابقة لاغتياله في الأسابيع الماضية.
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضربة ردّ على هجوم عبوة ناسفة ضد قوات إسرائيلية، وأنها جزء من “إحباط مخططات حماس”.
من جانبها، اتهمت حماس إسرائيل بخرق وقف النار المبرم في 10 أكتوبر، مطالبة الوسطاء بالتدخل، بينما نفى الجيش الإسرائيلي أي خرق، معتبراً سعد “إرهابياً رئيسياً”.
لماذا هذا مهم؟
الضربة تُمثل أول عملية اغتيال كبرى في غزة منذ وقف النار، الذي أنهى حرب 2023-2024 بعد 7 أكتوبر، وشمل تبادل أسرى وجثث ودخول مساعدات.
اغتيال سعد، الذي خطط لحسم “سور أريحا” وإعادة التسليح، يُضعف حماس عسكرياً لكنه يُهدد بانهيار الاتفاق الأمريكي، خاصة مع زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن لمناقشة المرحلة الثانية (انسحاب إسرائيلي، نزع سلاح، حكم انتقالي).
هذا يُبرز تصعيداً إسرائيلياً رغم الهدنة، مما يُعرّض 2.3 مليون فلسطيني لخطر عودة الحرب، ويُثير غضباً دولياً من الولايات المتحدة وأوروبا التي تُدعم السلام.
كما يُعقّد مفاوضات حماس حول تجميد السلاح مقابل ضمانات، ويُظهر أن إسرائيل لن تتساهل مع أي محاولة إعادة تسليح، مما يُطيل الأزمة الإنسانية في غزة (مجاعة في الشمال).
ماذا بعد؟
مع اقتراب إعلان “مجلس السلام” الأمريكي برئاسة ترامب في 2025، ستُكثف حماس التنسيق مع الفصائل للرد، ربما بصواريخ محدودة أو احتجاجات، لكنها ستُحافظ على الهدنة إذا تدخل الوسطاء (قطر، مصر).
إسرائيل ستُوسّع عملياتها الاستخباراتية في غزة لمنع إعادة التسليح، مع احتمال غارات إضافية إذا ثبت تورط قادة آخرين.
إذا لم تهدأ المور، قد تعود الحرب الكاملة بحلول فبراير 2026، خاصة مع تهديدات نتنياهو بـ”المرحلة الثالثة” لنزع التطرف.
في النهاية، الاغتيال يُمهد لمرحلة توتر، لكن ضغط ترامب قد يُجبر على مفاوضات جديدة لنزع السلاح، مُنهياً الصراع طويل الأمد.