ماذا حدث؟
في موجة جدل لم تهدأ بعد، انفجرت حالة غضب واسعة داخل إيران عقب تداول لقطات من ماراثون جرى في جزيرة كيش، ظهرت خلالها عداءات من دون حجاب، ما أشعل ردود فعل سياسية وقضائية وصلت إلى حد توقيف منظّمين وإطلاق انتقادات رسمية واسعة.
توقيفات وإجراءات قضائية مشددة
الادعاء العام في كيش أعلن توقيف اثنين من القائمين على تنظيم السباق، ووجّه إليهما اتهامات ترتبط بما وصفه بـ”مخالفات قانونية ودينية”.
وبحسب موقع “إيران إنترناشيونال”، فإن أحد الموقوفين يشغل منصبًا في منظمة منطقة كيش الحرة، فيما يعمل الآخر لدى شركة خاصة تولّت الإعداد للماراثون.
ورغم إصدار قرار بالإفراج المشروط عنهما، فقد فرضت السلطات قيودًا قضائية تمنع المسؤول الحكومي من شغل أي منصب عام، وتمنع المنظم الخاص من إدارة أو تنظيم أي حدث رياضي لحين استكمال التحقيقات.
صور تنتشر.. و5 آلاف مشارك في الحدث
السباق الذي جرى يوم الجمعة شارك فيه أكثر من 5 آلاف متسابق، بينما انتشرت عبر الإنترنت صور لعداءات لم يلتزمن بالزي الإلزامي المفروض على النساء في البلاد منذ أوائل الثمانينيات.
هذه المقاطع كانت الشرارة التي أشعلت الهجوم، خصوصًا من وسائل إعلام محافظة وصفت ما جرى بأنه “مخالفة لقوانين الحجاب”.
قانون الحجاب.. وتراجع الالتزام منذ 2022
وتفرض القوانين الإيرانية على النساء تغطية الشعر وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة، إلا أن الالتزام بهذه القواعد تراجع بشكل ملحوظ بعد احتجاجات 2022 التي فجّرها وفاة الشابة مهسا أميني عقب توقيفها بدعوى “مخالفة الزي”.
انتقادات من البرلمان.. وتشدد قضائي مرتقب
الأسبوع الماضي شهد موجة انتقادات من معظم النواب تجاه السلطة القضائية، واتهموها بالتراخي في تنفيذ قانون الحجاب.
وفي المقابل، دعا رئيس القضاء غلام حسين محسني إيجئي إلى تشديد الإجراءات ضد المخالفين.
وتبرز هنا نقطة خلاف جديدة بعدما رفضت حكومة الرئيس مسعود بزشكيان المصادقة على مشروع قانون طرحه البرلمان يهدف إلى فرض عقوبات أشد على مخالفات الحجاب.
ماذا بعد؟
تعيد هذه الواقعة إلى الأذهان استقالة رئيس اتحاد ألعاب القوى الإيراني في مايو 2023، عقب مشاركة نساء غير محجبات في فعالية رياضية بمدينة شيراز، ما يعكس حساسية الملف داخل الوسط الرياضي الإيراني.
