ماذا حدث؟
في 18 نوفمبر 2025، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية منح شركة “آر تي إكس” عقداً بقيمة 700 مليون دولار لتزويد تايوان بمنظومات صواريخ دفاع جوي متوسطة المدى من طراز “ناسامز” (NASAMS)، وهي ثاني صفقة أسلحة أميركية لتايبه خلال أسبوع واحد بعد صفقة قطع غيار مقاتلات بـ330 مليون دولار.
النظام نفسه أثبت فعاليته في أوكرانيا ضد الصواريخ والطائرات الروسية، وسيكون أول استخدام له في تايوان، حيث لا تملكه حالياً سوى أستراليا وإندونيسيا في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
من المتوقع اكتمال التسليم بحلول فبراير 2031، ليضيف طبقة دفاع جوي متطورة إلى جانب أنظمة باتريوت الحالية.
لماذا هذا مهم؟
تأتي الصفقة في توقيت حساس للغاية مع تصاعد التوتر حول مضيق تايوان، حيث نفذت الصين أكبر مناورات عسكرية منذ عقود في أكتوبر 2025.
نظام “ناسامز” يمنح تايوان قدرة جديدة لصد الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى والطائرات المسيرة، وهي الأسلحة التي قد تستخدمها بكين في أي عملية برمائية.
كما أنها رسالة واضحة من إدارة ترامب الثانية بأن واشنطن لن تتراجع عن التزامها بتسليح تايوان رغم الضغوط الصينية، بل ستزيد الوتيرة.
الصفقة تؤكد أيضاً أن الولايات المتحدة بدأت تعتمد على الأسلحة التي أثبتت جدارتها في ساحات قتال حقيقية (أوكرانيا) بدلاً من الأنظمة التقليدية فقط، مما يرفع مستوى الردع التايواني بشكل ملحوظ.
ماذا بعد؟
ستثير الصفقة رد فعل صيني حاد خلال أيام، ربما بفرض عقوبات على الشركة الأميركية وإجراء مناورات جديدة أكبر حول الجزيرة.
في المقابل، من المتوقع أن تعلن واشنطن خلال 2026 حزم تسليح إضافية تشمل صواريخ هاربون المضادة للسفن وأنظمة هيمارس، لاستكمال شبكة دفاع متعددة الطبقات.
تايوان ستسرع تدريب أطقمها على “ناسامز” بمساعدة أميركية مباشرة، وربما تشتري المزيد من الوحدات. على المدى المتوسط، ستدفع هذه الخطوات الصين إلى تكثيف برنامجها الصاروخي والجوي، مما يزيد احتمالات سباق تسلح مكلف في المضيق.
لكن في الوقت نفسه، تعزز قدرة تايوان على إلحاق خسائر فادحة بأي قوة غزو، مما يجعل خيار الحرب أقل جاذبية لبكين، ويحافظ على التوازن الهش في أخطر بؤرة توتر عالمية.