سلاح التجويع.. كيف تسببت إثيوبيا في مجاعة في تيغراي؟

سلاح التجويع.. كيف تسببت إثيوبيا في مجاعة في تيغراي؟

ماذا حدث؟

في نوفمبر 2020، اندلعت حرب تيغراي بين الحكومة الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد وجبهة تحرير الشعب التيغراي (TPLF)، مما أدى إلى حصار كامل على المنطقة الشمالية، التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة.

فرضت الحكومة، بدعم من قوات إريترية وميليشيات أمهرية، حظرًا على الاتصالات، وتجميد الحسابات البنكية للتيغرايين، ومنع حركة البضائع والمساعدات الإنسانية، مع تدمير واسع للبنية التحتية الزراعية، والطواحين، والمخازن، والمزارع، مما أدى إلى مجاعة حادة.

بحلول يونيو 2021، أفادت الأمم المتحدة بأن 350 ألف شخص يعانون من مجاعة كارثية، و83% من السكان (4.6 مليون) في حالة انعدام أمن غذائي، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى 13%.

استمر الحصار حتى اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2022، لكن الجفاف في 2022 أدى إلى تأخر التعافي، مع تقديرات بـ150-200 ألف قتيل بسبب الجوع، وفق تقارير برنامج الأغذية العالمي (WFP) ومكتب التنسيق الإنساني (OCHA).

لماذا هذا مهم؟

كانت المجاعة في تيغراي ليست نتيجة حرب، بل سلاحًا متعمدًا، حيث دمرت القوات الحكومية وشركاؤها المزارع، المخازن، والمياه، ومنعت المساعدات لمدة عامين، مما أنتج مجاعة كاملة أسوأ من تلك في 1984، كما وثقت لجنة حقوق الإنسان الدولية (ICHREE).

هذا يُعد جريمة حرب، مع إخفاء الحكومة الإثيوبية للحقائق عبر “منطقة عدم الرؤية”، مُعيقةً الوصول الإنساني وتزوير البيانات، مما فشل فيه نظام الإنذار العالمي للمجاعات في الاكتشاف المبكر.

الآثار الإنسانية مدمرة: نزوح 2 مليون، وتدهور صحي، وفقدان التراث الثقافي، مع استمرار الجوع في المناطق الغربية تحت الاحتلال حتى 2025، مُذكرًا بمخاطر استخدام الجوع كأداة للإبادة الجماعية، كما في غزة والسودان، ويُبرز فشل المجتمع الدولي في الاستجابة، مُعيقًا العدالة والتعافي، مع تقديرات بـ800 ألف قتيل إجماليًا في الحرب.

ماذا بعد؟

مع اتفاق وقف إطلاق النار في 2022، بدأت المساعدات في الوصول، لكن الجفاف والحصار المستمر يُبقيان 2 مليون في انعدام أمن غذائي، مُطالبًا بإصلاحات في إطار الإنذار العالمي ليشمل المدن والحصارات السياسية.

يجب على الأمم المتحدة والحكومات المانحة التحقيق في جرائم الجوع كأداة حرب، وفق قرار 2417، لمحاسبة المسؤولين، مع دعم لإعادة الإعمار.

على المدى الطويل، قد يُعيد التعافي تيغراي إلى الاستقرار، لكن دون عدالة، يُعيد التوترات، مُذكرًا بضرورة وضع آليات دولية لمنع المجاعات المُصنَّعة، كما في تقارير WFP، لتجنب تكرار الكوارث في أفريقيا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *