ماذا حدث؟
في تطور جديد ينذر بتصعيد دبلوماسي وأمني، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمسؤولية على الأردن في أعقاب العملية التي استهدفت معبر جسر اللنبي (الكرامة) يوم أمس الخميس، وأسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.
اتهام مباشر للأردن
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت”، إن عمان تتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث، مضيفًا بحدة: “لم يمنعوه”.
وأعلن في الوقت ذاته عن إجراءات جديدة تخص عبور شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن، مؤكداً أنها ستخضع لرقابة تقنية مشددة.
إغلاق المعبر وإعادة الحافلات
وفي خطوة عاجلة، أغلقت السلطات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بالاتجاهين، وأعادت الحافلات التي تقل المسافرين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن الاحتلال أجبر حافلات المغادرين على العودة إلى استراحة أريحا، داعية المواطنين إلى تأجيل سفرهم لحين اتضاح الموقف.
وكان من المفترض أن يعمل المعبر حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا.
تفاصيل الهجوم
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، قُتل إسرائيليان في العملية التي نُفذت على جسر اللنبي. وأشارت قناة “13” إلى أن منفذ الهجوم وصل عبر شاحنة مساعدات متجهة إلى غزة، فيما يجري التحقيق ما إذا كان الهجوم قد تم بإطلاق نار أو بعملية طعن.
أما صحيفة “يسرائيل هيوم”، فأكدت مقتل شخصين، بعدما كانت قد تحدثت بدايةً عن إصابة أحدهما بجروح خطيرة.
حوادث سابقة على الحدود
ولفتت “يسرائيل هيوم” إلى أن العملية تحمل أصداء لهجوم وقع في سبتمبر 2024، حين قُتل ثلاثة عمال إسرائيليين بالرصاص عند معبر حدودي بعد أن وصل المنفذ عبر شاحنة من الأردن وأطلق النار قبل أن يتم قتله.
لماذا هذا مهم؟
يأتي هذا التوتر المتصاعد بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما يرافقها من عمليات اقتحام واعتقالات في مدن الضفة الغربية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي بين عمّان وتل أبيب.
وفي سياق متصل، تشهد الضفة الغربية حالة احتقان متزايد، تخللها خلال الأسابيع الماضية مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، إضافة إلى سلسلة عمليات فردية.
ففي الثاني عشر من الشهر الجاري، أصيب إسرائيليان بجروح متفاوتة في عملية طعن داخل قاعة طعام بفندق في منطقة “تسوفا” قرب القدس المحتلة، نُقلا بعدها إلى مستشفى في القدس لتلقي العلاج.
ماذا بعد؟
يبقى السؤال مفتوحًا حول تداعيات اتهامات نتنياهو للأردن، خاصة مع إغلاق معبر الكرامة الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لآلاف الفلسطينيين يوميًا.
فهل يتجه المشهد نحو أزمة دبلوماسية بين عمّان وتل أبيب، أم أن الحادث سيبقى في إطار أمني محدود سرعان ما يتم احتواؤه تحت ضغط الحاجة المتبادلة للتنسيق على الحدود؟