ماذا حدث؟
في 13 أكتوبر 2025، أُقيمت قمة السلام في شرم الشيخ بمصر برعاية مشتركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور أكثر من 20 زعيماً دولياً، بما في ذلك إيمانويل ماكرون، وكير ستارمر، ومارك كارني، لتوقيع “إعلان ترامب للسلام الدائم والازدهار”، وهو وثيقة رمزية تضمن التزام الدول بالخطة الـ20 نقطة التي كشف عنها ترامب في 29 سبتمبر.
وُقّع الإعلان دون مشاركة حماس أو إسرائيل، حيث غاب نتنياهو بحجج متضاربة، وسط تصريحات ترامب بأن الاتفاق “ينهي عصر الإرهاب والموت” ويُحدث “فجرًا جديدًا للشرق الأوسط”.
سبق ذلك توقيع المرحلة الأولى في 9 أكتوبر، تشمل وقف النار، إطلاق 20 رهينة إسرائيلياً حياً وجثامين 4 آخرين مقابل 1718 فلسطينياً محتجزاً و250 سجيناً بأحكام طويلة، وانسحاب إسرائيلي جزئي يسيطر فيه على 53% من غزة.
وصف ترامب الخطة بأنها “مفروضة من الخارج” ومعاملية، مع غموض حول الانسحاب الكامل ونزع سلاح حماس، مقارنةً بـ”اتفاق الجمعة العظيمة” و”دايتون”، لكنها تفتقر إلى تفاصيل حكم غزة أو دولة فلسطينية.
لماذا هذا مهم؟
يُعد الاتفاق، الذي يُشبه “عرضًا ترفيهيًا” أكثر من سلامًا حقيقيًا، كما يصف المقال، تحولاً في الدبلوماسية الإقليمية، حيث يفرض ترامب رؤيته المبالغة لتحقيق إرث نوبل، مستغلاً ضعف حماس بعد خسائرها ونتنياهو أمام احتجاجات داخلية، مما يجعل الانسحاب والإفراج “ثمارًا منخفضة” في صراع دام عامين أودى بعشرات الآلاف.
أهميته تكمن في أنه يعيد واشنطن إلى مركز الوساطة، بعد سنوات من التوتر، مع دعم عربي وأوروبي يرفع تكلفة الفشل، لكنه يفتقر إلى الثقة بين الأطراف، حيث يرفض حماس نزع السلاح ويحتفظ نتنياهو بـ”حق الأمن” للعمل في غزة، مما يجعله “هشًا” كما في يناير 2025.
إقليميًا، يُحوّل التركيز إلى إعادة إعمار غزة بمليارات، مع حكم انتقالي فلسطيني بإشراف “مجلس السلام” برئاسة ترامب، لكنه يُخفي عقبات مثل السيطرة الإسرائيلية ورفض السلطة الفلسطينية لدور حماس، مما يهدد بتكرار الانتهاكات ويُعزز صورة ترامب كـ”صانع سلام” على حساب الدبلوماسية التفصيلية.
ماذا بعد؟
مع بدء المرحلة الثانية، ستُجرى مفاوضات في شرم الشيخ حول نزع سلاح حماس تدريجياً لقوة فلسطينية بتدريب أممي، وإعادة بناء غزة بتمويل عربي-غربي، مع نشر قوة استقرار دولية تشمل مصر وقطر.
قد يؤدي نجاح التنفيذ إلى سلام دائم يوسع الاتفاقيات الإبراهيمية ويمهد لدولة فلسطينية، مدعومًا بضغط ترامب على نتنياهو لتجنب “تقليل إرثه”، لكن الفشل- بسبب غموض الحكم أو رفض حماس- قد يُعيد التصعيد، خاصة مع سيطرة إسرائيل على 53% من غزة.
إقليميًا، يُشجع ماكرون وستارمر ترامب على توسيع “دوره السلامي” إلى أوكرانيا، مما يُعزز الدعم الأوروبي، لكن الغياب الإسرائيلي-الفلسطيني في القمة يُشير إلى هشاشة الاتفاق.
في النهاية، يعتمد المصير على التزام الضامنين، حيث قد يُصبح “فجرًا جديدًا” كما يدّعي ترامب، أو مجرد “عرضًا” ينهار أمام الواقع.