ماذا حدث؟
في تصعيد مفاجئ وغير مسبوق، دخل الملياردير إيلون ماسك في مواجهة حادة مع بروكسل بعد أيام قليلة من إعلان الاتحاد الأوروبي غرامة ضخمة على منصة “إكس” التي يملكها.
واتخذ الصراع منحى شخصيًا بعدما شبّه ماسك التكتل الأوروبي بـ”ألمانيا النازية”، ما هزّ المؤسسات الأوروبية وأثار جدلًا واسعًا على الساحة الدولية.
حذف حساب الاتحاد الأوروبي.. البداية الصادمة
بعد يومين فقط من فرض الغرامة، أقدمت منصة “إكس” على حذف حساب إعلانى تستخدمه المفوضية الأوروبية.
وأوضح نيكيتا بير، رئيس قسم المنتجات في “إكس”، في منشور على المنصة الأحد، أن الحساب أُزيل بسبب منشور “يخدع المستخدمين للاعتقاد بأنه مقطع فيديو ويزيد من وصوله بشكل مصطنع”.
ورغم حذف الحساب الإعلاني، ما زالت منشورات المفوضية الأوروبية مرئية على المنصة، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، ما يضاعف من الغموض حول طريقة تعامل “إكس” مع القوانين الأوروبية.
ماسك يشن هجومًا غير مسبوق
لم يتوقف الأمر عند الحذف، بل استغل ماسك الموقف لمهاجمة “البيروقراطية الاستبدادية غير المنتخبة التي تضطهد شعوب أوروبا”. وأعاد نشر تعليق لمستخدم وصف الاتحاد الأوروبي بأنه “الرايخ الرابع”، مصحوبًا بصورة لعلم الاتحاد الأوروبي يتقشر ليكشف علم ألمانيا النازية تحته، في إشارة واضحة إلى تشبيهاته النارية.
وفي سلسلة منشورات أخرى، دعا ماسك إلى “إلغاء الاتحاد الأوروبي وإعادة السيادة الفردية للدول الأعضاء”، مؤكدًا أن البيروقراطية في القارة الأوروبية “تخنق أوروبا حتى الموت”.
وأضاف: “أنا أحب أوروبا، لكن ليس الوحش البيروقراطي الذي هو الاتحاد الأوروبي”.
الاتحاد الأوروبي يرد بالغرامة
من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة عن الغرامة التي بلغت 120 مليون يورو (حوالي 140 مليون دولار)، متهمة منصة “إكس” بعدة انتهاكات، بينها توثيق حسابات المستخدمين بعلامات زرقاء بشكل مضلل، وحجب البيانات عن الباحثين، وعدم توثيق الإعلانات بشفافية.
وأكدت المفوضية أن مبلغ الغرامة يتناسب مع المخالفة ويعكس جدية التكتل في تطبيق القوانين.
ماذا بعد؟
أثار القرار الأوروبي ردود فعل دولية، أبرزها انتقاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصف الغرامة بأنها “هجوم على جميع المنصات التكنولوجية الأميركية والشعب الأميركي”، ما يضيف بُعدًا دوليًا للتصعيد بين ماسك وبروكسل.
يبدو أن المواجهة بين الملياردير الأميركي والاتحاد الأوروبي لن تنتهي قريبًا، وسط تراكم الغرامات، والاتهامات، والتصريحات النارية، في حرب مفتوحة تحمل في طياتها أبعادًا قانونية وسياسية واقتصادية هامة على مستوى العالم.