ماذا حدث؟
في تصعيد غير مسبوق لاستخدام القوات العسكرية داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم 27 سبتمبر 2025، عبر منشور على “تروث سوشيال”، إرسال قوات إلى بورتلاند بأوريغون لحماية مرافق الهجرة والجمارك (ICE) من “الإرهابيين الداخليين” مثل أنتيفا، وصف المدينة بأنها “مدمّرة بالحرب”.
وجّه ترامب وزير الدفاع بيت هيغسيث لتقديم “كل القوات اللازمة”، مُصرحاً باستخدام “القوة الكاملة إذا لزم الأمر”، بناءً على طلب وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم. جاء الإعلان بعد أسابيع من احتجاجات سلمية أمام مرفق ICE في بورتلاند، معظمها سلمي لكن بعضها شهد استخدام الغاز المسيل للدموع، وإغلاق المركز لأيام، وسط ادعاءات نوم بـ”شغب عنيف” وتمويل “مُنَظَّم” للاحتجاجات دون دليل.
أكدت البنتاغون أنها لم تُصدر أوامر نشر، وتعرّفت على الطلب من الإعلام، مما يُشير إلى قرار ترامب الأحادي.
هذا يُمثل الانتشار الرابع في مدن ديمقراطية، بعد لوس أنجلوس في يونيو وواشنطن في أغسطس، ويهديدات لشيكاغو وبليتيمور.
لماذا هذا مهم؟
يُعد نشر القوات في بورتلاند، التي وصفها ترامب بـ”جحيم” رغم انخفاض الجريمة بنسبة 15% في النصف الأول من 2025، نموذجاً لاستخدام ترامب للجيش داخلياً لأغراض سياسية، مُعرّضاً لانتهاكات دستورية (التعديل الخامس والرابع)، حيث يُطالب الانتشار بطلب حاكم الولاية، وهو أمر رفضته حاكمة أوريغون تينا كوتيك، التي أكدت أن المدينة “آمنة وهادئة”.
أهمية القرار تكمن في أنه يُثير مخاوف من “حرب أهلية مصغّرة”، كما وصفتها السيناتور جيف ميركلي، مُستغِلّاً احتجاجات ICE السلمية لتصوير بورتلاند كـ”فوضى”، مما يُعزز قاعدته الانتخابية قبل الانتخابات المقبلة.
كما يُبرز تناقضاً، حيث يُدّعي نوم تمويلاً للاحتجاجات دون دليل، بينما يُرفض الانتشار من قبل محليين مثل عمدة كيث ويلسون، الذي قال “عدد القوات اللازم هو صفر”، ويُحذّرون من أن ترامب “يخلق الفوضى”.
هذا التصعيد يُهدد الديمقراطية، مع دعاوى قضائية محتملة كما في لوس أنجلوس، حيث حكم قاضٍ في سبتمبر بأن النشر غير قانوني.
ماذا بعد؟
مع وصول القوات، يُتوقع أن تُثير بورتلاند احتجاجات أكبر، ربما في أكتوبر 2025، مما قد يُؤدي إلى اشتباكات مع الجيش، ودعاوى قضائية من حكومة الولاية لإيقاف النشر.
قد يُوسّع ترامب الانتشار إلى شيكاغو إذا تصاعدت، لكن الفشل سيُعزز المعارضة الديمقراطية قبل الانتخابات.
على المدى الطويل، إذا نجح، قد يُصبح النشر روتينياً، مُضعِفاً الولايات، لكن الرد القضائي سيُحدّ منه.
في النهاية، يعتمد الأمر على الرد المحلي؛ فاحتجاجات سلمية قد تُفشل الخطة، وإلا ستُعمق الاستقطاب.