ثورة الجيل Z في مدغشقر.. أين اختفى رئيسها؟

رئيس مدغشقر أندريا راجويلينا

ماذا حدث؟

في 13 أكتوبر 2025، أعلن قائد المعارضة في البرلمان المدغشقري سيتيني راندریاناسولونيايكو، بالإضافة إلى مصادر عسكرية ودبلوماسية، أن الرئيس أندريا راجويلينا غادر البلاد يوم الأحد السابق، بعد أن انضم وحدات من الجيش إلى المتظاهرين من جيل Z، مما أدى إلى سقوط حكومته الثاني على يد الشباب في غضون شهرين فقط، كجزء من موجة احتجاجات عالمية للجيل Z.

أكد مصدر عسكري أن راجويلينا غادر عبر طائرة عسكرية فرنسية من مطار سانت ماري، بعد صفقة مع الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي نفى التأكيد لكنه أعرب عن “قلق كبير” من خلال قمة في مصر.

في خطاب بثه على فيسبوك مساء الاثنين، أكد راجويلينا انتقاله إلى “موقع آمن” لحماية حياته، رافضاً الاستقالة ومُهدداً بمنع “تدمير مدغشقر”. بدأت الاحتجاجات في 25 سبتمبر بسبب نقص المياه والكهرباء، لتتصاعد إلى مطالب بإسقاط الحكومة بسبب الفساد وسوء الإدارة، مما أدى إلى مقتل 22 شخصاً في اشتباكات مع قوات الأمن، وفق الأمم المتحدة.

فقد راجويلينا دعم وحدة CAPSAT النخبوية، التي ساعدته في انقلاب 2009، والتي انضمت إلى المتظاهرين، وأعلنت سيطرتها على الجيش وتعيين قائد جديد، بالإضافة إلى سيطرة فصيل من الدرك على الجهاز البرلماني، مع تعيين رئيس مجلس الشيوخ المؤقت جان أندريه ندريمانجاري.

لماذا هذا مهم؟

يمثل سقوط راجويلينا، الذي حكم منذ 2009 مع فترة انتقالية، قمة لثورة جيل Z في مدغشقر، حيث أدى غيابه إلى تعيين رئيس مجلس الشيوخ المؤقت كحاكم انتقالي، مما يفتح الباب لانتخابات جديدة في بلد يعاني من فقر مدقع (75% تحت خط الفقر، انخفاض الناتج المحلي للفرد 45% منذ الاستقلال في 1960).

أهميته تكمن في أنه الثاني عالمياً في سقوط حكومة بسبب احتجاجات جيل Z خلال شهرين، بعد نيبال ومغرب، مما يعكس موجة عالمية للشباب ضد النخب الحاكمة، مستوحاة من التواصل الرقمي كصفحة “Gen Z Madagascar” التي جمعت 100 ألف متابع في أيام.

اقتصادياً، يبرز الفشل في توفير الخدمات الأساسية في دولة غنية بالفانيليا والنيكل، حيث يعيش 30 مليون نسمة مع متوسط عمر أقل من 20 عاماً، مما يهدد الاستقرار الإقليمي في المحيط الهندي.

سياسياً، يُظهر فقدان الجيش الدعم (انضمام CAPSAT والدرك) هشاشة النظام، الذي اتهم بـ”انقلاب مدعوم أجنبياً”، ويُعيد التركيز على التاريخ المدغشقري للانقلابات منذ 1960.

دولياً، يثير مخاوف فرنسا، الاستعمار السابق، التي ساعدت في الإجلاء، مما يعقد علاقاتها مع الشباب الذين يرفضون “الاستغلال العسكري”.

ماذا بعد؟

مع تعيين ندريمانجاري رئيساً انتقالياً، من المتوقع عقد انتخابات في غضون أشهر، مع دعوات كنسية للحوار لمنع “الفوضى أو الحرب الأهلية”، كما دعت الكنائس المسيحية، لكن الاحتجاجات المستمرة في أنتاناناريفو ومدن أخرى قد تتصاعد إذا لم تُلبَ مطالب الشباب بإصلاحات جذرية، خاصة مع إغلاق المدارس ومخاوف من عنف.

إذا نجحت، قد تجذب مدغشقر دعماً دولياً لإعادة الإعمار، مع ترحيب المعارضة مثل مارك رافالومانانا، لكن الفشل يهدد بانقلاب عسكري كامل، خاصة مع اتهامات راجويلينا لـ”قوى أجنبية” في تمويل الاحتجاجات.

فرنسا وماكرون يدعوان لحفظ “النظام الدستوري”، مما قد يؤدي إلى تدخل أوروبي لتجنب الفراغ، كما في نيبال.

في النهاية، يعتمد المصير على قدرة الجيل Z على تحويل الغضب إلى إصلاحات، مما قد يجعل مدغشقر نموذجاً لثورات الشباب أو يُعيدها إلى دورة الانقلابات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *