ماذا حدث؟
في 6 ديسمبر 2025، نشرت قناة “العربية/الحدث” تسجيلات مصورة حصرية مسربة تُظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد ومستشارته لونا الشبل في جولة سيارة في الغوطة الشرقية عام 2018، بعد انسحاب المعارضة منها.
التسجيلات، التي وجدت في مظروف مكتوب عليه “سري للغاية” داخل القصر الجمهوري، تكشف حوارات خاصة مليئة بالسخرية والشتائم. يقول الأسد “يلعن أبو الغوطة” أثناء قيادته وسط الدمار، ويسخر من الجنود الذين قبّلوا يده، ويصف سوريا بأنه “يشعر بالقرف” منها.
لونا الشبل تضيف سخريتها من حزب الله (“كانوا يتفاخرون بالحرب الشوارع والآن لم نسمع صوتهم”)، ومن اللواء سهيل الحسن (“حاطط رجله على قاسيون ويتصور مع روس”)، ومن الشعب (“ينفقون على المساجد وما عندهم ياكلوا”).
كما يسخر الأسد من اسم عائلته (“بدي غيّر لاقي شي حيوان آخر”)، ويطلب “لقطة فوق دبابة”.
لماذا هذا مهم؟
التسريبات تُقدّم وجهاً خفياً للأسد بعيداً عن الخطب الرسمية، حيث يظهر كرجل ساخر ومُحتقر لشعبه الذي دمّره، مما يُصدم مؤيديه السابقين أكثر من معارضيه.
وتُثبت أن الأسد كان يُدير سوريا بسخرية من مآسيها، مثل الغوطة التي قُتل فيها آلاف، وحزب الله الذي دعمته رغم السخرية الخاصة.
كشفها يُعزّز حملات المصالحة الوطنية في سوريا الجديدة، حيث يُرى الأسد كرمز للاستبداد، ويُساعد في تفكيك أسطورته كـ”حامي” للأقليات.
كما تُثير تساؤلات عن مصدر التسريبات – ربما من داخل دائرته أو أثناء فراره – وتُعرّض لونا الشبل ولأمجد عيسى لخطر الملاحقة، مما يُعمق الشقاق داخل النظام السابق.
اجتماعياً، أثارت الفيديوهات غضباً شعبياً واسعاً، خاصة بين ضحايا الغوطة، وأصبحت حديث السوشيال ميديا كدليل على “الوجه الحقيقي” للديكتاتور الهارب.
ماذا بعد؟
مع انتشار التسريبات، ستُكثف الحكومة السورية الجديدة حملاتها لاعتقال رموز النظام السابق، بما في ذلك لونا الشبل إذا عُثر عليها، وستُستخدم الفيديوهات في محاكمات رمزية للأسد في غيابه.
روسيا، التي تستضيفه، ستُحافظ على صمته لتجنب الإحراج، لكن الضغط الدولي قد يُؤدي إلى تسليمه للمحاكمة في 2026.
اجتماعياً، ستُساهم التسريبات في تعزيز الشفاء الوطني، خاصة في الغوطة، من خلال حملات توثيق الجرائم.
في النهاية، تُمثل هذه التسريبات نهاية عصر الأسد، وفرصة لسوريا لمواجهة ماضيها بصدق، بعيداً عن الأساطير.