ماذا حدث؟
في تصعيد جديد لخطابه الأمني، فتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فصلاً جديدًا من حربه على عصابات المخدرات، معلنًا انتقال العمليات العسكرية من البحر إلى داخل البر الأمريكي، في خطوة قال إنها ستعتمد على “معرفة دقيقة بكل طريق ومنزل ومخبأ”.
وجاء إعلان ترامب خلال كلمة ألقاها في حفل عشاء بمركز “كينيدي”، حيث أكد أن الأسلوب المتبع في البحر سيتم تطبيقه على اليابسة بالصرامة نفسها.
نتائج بحرية تدفع نحو المواجهة البرية
وأشار ترامب إلى أن بلاده حققت تراجعًا كبيرًا في كميات المخدرات المتدفقة بحرًا إلى الولايات المتحدة، موضحًا أن عمليات الجيش خفّضت النسبة بنحو 94%، قبل أن يعلّق ساخرًا من النسبة المتبقية بالقول: “أحاول معرفة من هم الـ6% الآخرون”.
“نعرف كل الطرق”.. ترامب يكشف ملامح العملية الجديدة
وتابع الرئيس الأمريكي حديثه مؤكداً أن الحملة البرية المرتقبة ستقوم على معلومات استخباراتية دقيقة، مضيفًا: “قريبًا جدًا سنبدأ تنفيذ ذلك على البر أيضًا، لأننا نعرف كل الطرق، ونعرف كل منزل. نعرف أين يصنعون هذه القمامة، ونعرف أين يتم تجميعها بالكامل”.
وجود عسكري ضخم في الكاريبي
وتسوّغ واشنطن وجودها العسكري الثقيل في منطقة البحر الكاريبي بدافع “محاربة تهريب المخدرات”، وهي رواية تكررها المؤسسات الأمريكية منذ سنوات.
وكانت البحرية الأمريكية قد دفعت بمجموعة واسعة من القطع الحربية إلى المنطقة، من بينها حاملة الطائرات جيرالد آر فورد، وغواصة نووية، إضافةً إلى أكثر من 16 ألف جندي.
إغراق القوارب.. حصيلة دامية منذ سبتمبر
وخلال الأشهر الماضية، صعّدت القوات الأمريكية عملياتها في البحر الكاريبي، حيث أغرقت ما لا يقل عن 20 زورقًا سريعًا منذ سبتمبر الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا، بحسب البيانات الرسمية.
إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا
وترافق التصعيد البحري مع خطوات جوية مثيرة للجدل، إذ أعلن ترامب في 29 نوفمبر على منصة Truth Social إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا.
وتداولت وسائل إعلام أمريكية تقارير متكررة تُلمّح إلى أن واشنطن قد تكون على وشك تنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
توتر مع كراكاس بلا أدلة
وفي خطابه الأخير، وجّه ترامب اتهامات غير مباشرة لكراكاس، مشيراً إلى أن السلطات الفنزويلية لا تبذل الجهد الكافي لمكافحة عمليات التهريب، رغم عدم تقديم واشنطن أي أدلة على هذه الادعاءات.
ماذا بعد؟
ومع انتقال الحملة العسكرية من البحر إلى البر، يبدو أن الإدارة الأمريكية تتجه لتوسيع نطاق عملياتها بشكل غير مسبوق، في معركة تقول إنها تهدف إلى “تجفيف منابع المخدرات”، في حين يرى مراقبون أنها قد تعمّق التوترات في منطقة الكاريبي خلال الفترة المقبلة.