ماذا حدث؟
في غزة المنهكة بعد عامين من الحرب المستمرة، يقف السكان أمام خيار يرونه ربما الأخير لوقف نزيف الدماء وإنهاء المعاناة اليومية: الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية.
الخطة، رغم ما تحمله من شروط صعبة، باتت بالنسبة لكثيرين “نافذة أمل”، فيما يجدون أن الكلمة الحاسمة الآن بيد حركة حماس.
“قولوا نعم”.. ضغوط الشارع
مقابلات ميدانية أجرتها نيويورك تايمز أظهرت بوضوح رغبة شعبية متزايدة في القبول بخطة ترامب، فآلاف الغزيين يطالبون الحركة بالتفكير في أوضاع المدنيين، بعدما أنهكتهم التشرد والجوع والخوف.
خطة مثيرة للجدل
المقترح الأميركي يتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة، مقابل الإفراج عن نحو 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد، و1700 معتقل آخر، إضافة إلى تسليم رفات فلسطينيين مقابل جثث رهائن.
لكن البنود السياسية هي الأكثر حساسية: حظر نشاط حماس في غزة، نزع سلاحها، وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف دولي، وهو ما تعتبره الحركة “شروطًا قاسية”.
حسابات حماس
حتى الآن، لم تصدر الحركة ردًا رسميًا. لكن مصادر مطلعة تشير إلى أن الموقف قد يكون “رماديًا”: لا رفضًا قاطعًا ولا قبولًا كاملاً، بل محاولة لفتح باب التعديلات.الاعتراضات تتركز على البنود الخاصة بنزع السلاح، انسحاب الجيش الإسرائيلي، وآلية تبادل الأسرى والجثامين.
داخل الحركة نفسها برزت خلافات، إذ ترى بعض قيادات الداخل أن أي تنازل يمس بسلاحها غير مقبول، فيما تعتبر فصائل أخرى أن الخطة “انهزامية”.
ماذا بعد؟
ترامب منح حماس مهلة 3–4 أيام للرد، مؤكدا أن الخطة “خط أحمر” لإدارته. القاهرة حذرت بدورها من أن الرفض قد يقود إلى “تداعيات خطيرة” وتصعيد أعنف.
في الشارع، يزداد الضغط يوماً بعد يوم. الغزيون يخشون أن تضيع هذه الفرصة كما ضاعت غيرها، ويطالبون حماس بحسم موقفها سريعًا.
والواقع الميداني والسياسي يزداد تعقيدًا، واشنطن متمسكة بالمبادرة، إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية، والفلسطينيون عالقون بين أمل السلام وخشية استمرار الحرب.