بين الولاءات والانشقاقات.. من يقف ضد حماس في غزة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد أمني متشابك يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، لم تعد خريطة السلاح في قطاع غزة مقتصرة على الفصائل المعروفة، إذ برزت خلال الشهور الأخيرة جماعات مسلحة محلية ذات طابع عشائري أو قبلي، تنازع حركة حماس السيطرة وتشكّل تحديًا فعليًا لهيمنتها.

صعود التشكيلات القبلية

تشكلت هذه المجموعات في ظل فراغ سياسي وانقسام داخلي مزمن، ما أتاح لها فرض نفوذها في مناطق محددة من القطاع، لتتحول إلى قوى أمر واقع تملك السلاح والولاءات الخاصة.

وتتباين أدوارها بين الدفاع عن القبيلة والسعي لبسط السيطرة، بينما تنظر إليها حماس كتهديد مباشر لمشروعها الأمني والعسكري.

عشيرة دغمش.. من النفوذ إلى المواجهة

تُعد عشيرة دغمش واحدة من أكبر وأقوى العشائر الفلسطينية، يقدَّر عدد أفرادها داخل غزة بنحو ثلاثة آلاف.وتركز نفوذها في حيي الصبرة وتل الهوى، ودخل أفرادها في صدامات متكررة مع حماس منذ عام 2007.

العشيرة كانت على صلة بجماعة “جيش الإسلام” التي اختطفت الصحفي البريطاني آلان جونستون عام 2007، قبل أن تتفكك العلاقة مع حماس وتتحول إلى عداء مفتوح.

وفي أكتوبر 2025، شهدت غزة واحدة من أعنف المواجهات بين الطرفين، انتهت بتنفيذ حماس إعدامات ميدانية بحق ثمانية من أبناء العائلة بتهمة “الخيانة”، ما أثار تنديدًا واسعًا ووصفها مراقبون بأنها “ممارسات خارج القانون”.

مجموعة أبو شباب.. اتهامات بالتنسيق مع إسرائيل

في رفح، برز اسم ياسر أبو شباب، زعيم مجموعة مسلحة من قبيلة الترابين البدوية تُعرف باسم “القوات الشعبية”.

اتهمته حماس بالتعاون مع إسرائيل وسرقة المساعدات، وهو ما نفاه قبل أن يقر لاحقًا بـ”تنسيق محدود” مع الجيش الإسرائيلي.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، حصلت مجموعته على دعم وتسليح إسرائيلي غير مباشر، ويُقدَّر عدد أفرادها بنحو 300 مقاتل. وتتهمه حماس بـ”الخيانة”، بينما تطالبه بتسليم نفسه خلال مهلة زمنية قصيرة.

الأسطل والمنسي وحلس.. محاولات لبناء بديل

إلى الجنوب من القطاع، يقود حسام الأسطل – وهو ضابط سابق في جهاز الوقائي – مجموعة صغيرة تُسمي نفسها “القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب”، تقول إنها تسعى لتأسيس “غزة جديدة” بالتعاون مع مجموعات معارضة أخرى مثل أبو شباب والمنسي وحلس.

أما أشرف المنسي، فيتزعم “الجيش الشعبي” المكوَّن من نحو 20 مقاتلًا في شمال غزة، بينما يترأس رامي حلس مجموعة مسلحة تتركز في حي الشجاعية، دخلت مؤخرًا في اشتباكات مع كتائب القسام، ولا يزال مصيره مجهولًا.

ماذا بعد؟

تعدد هذه الجماعات يسلّط الضوء على تشظي السلاح داخل غزة وتراجع هيمنة حماس في بعض المناطق، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والسياسية داخل القطاع المنهك بالحرب والانقسام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *