بعد لقاء البيت الأبيض.. ما مستقبل العلاقة بين ترامب وأردوغان؟

بعد لقاء البيت الأبيض.. ما مستقبل العلاقة بين ترامب وأردوغان؟

ماذا حدث؟

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاءً في البيت الأبيض يوم الخميس 25 سبتمبر 2025، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأول منذ ست سنوات، وتحديداً منذ 2019، وشمل مؤتمراً صحفياً مشتركاً وغداءً خاصاً، تغطى مواضيع مثل وقف إطلاق النار في غزة، الحرب في أوكرانيا، والتجارة، والتعاون العسكري.

أكد ترامب أن اللقاء “ناجح” وأنه “قريب من صفقة” لإنهاء حرب غزة، مشدداً على إعادة الرهائن الإسرائيليين كشرط، بينما وصف أردوغان الاجتماع بأنه “حاسم” وأعرب عن أمله في رفع العلاقات إلى “مستوى مختلف”.

تم توقيع اتفاقيات طاقة كبرى، بما في ذلك صفقة غاز طبيعي مسال (LNG) بقيمة 43 مليار دولار لـ20 عاماً بين BOTAŞ وMercuria وWoodside Energy، واتفاق نووي مدني يشمل مفاعلات صغيرة، بالإضافة إلى صفقة طائرات بوينغ بـ75 طائرة 787 و150 من 737 MAX.

ناقش اللقاء رفع العقوبات الأمريكية على تركيا بسبب نظام S-400 الروسي، وبيع F-35، مع تلميحات ترامب بإمكانية ذلك “فوراً” إذا نجح اللقاء، وطلب توقف شراء النفط الروسي.

أعرب ترامب عن إعجابه بأردوغان كـ”رجل محترم وقوي”، وأكد أردوغان أن تركيا “مسؤولة عن سوريا” بعد سقوط الأسد.

لماذا هذا مهم؟

يُعد اللقاء نجاحاً على ثلاثة مستويات، كما يقول خبراء المجلس الأطلسي:

أولاً، وقوعه ينهي ست سنوات من البعد، مما يُعزز التعاون في الدفاع، الطاقة، والتجارة، ويُحسّن التوترات السابقة مثل S-400.

ثانياً، الجو الإيجابي في المؤتمر الصحفي، حيث مدح الرئيسان بعضهما وتطرقا إلى سوريا، أوكرانيا، غزة، وF-35، يُعكس تقارباً في الرؤى الخارجية، مع تركيز ترامب على أردوغان كوسيط بين بوتين وزيلينسكي.

ثالثاً، التقدم الملموس في الطاقة والنووي يُقلل اعتماد تركيا على روسيا، مما يُدعم أوكرانيا ويُعزز الناتو، مع إمكانية رفع عقوبات CAATSA لإعادة F-35.

كما يُبرز دور تركيا كـ”صانع ملوك” في سوريا، حيث يدعم ترامب دمج قوات سوريا الديمقراطية في الدولة السورية، ويُفتح الباب لاستثمارات أمريكية-تركية-قطرية في الطاقة.

هذا التقارب يُعيد تشكيل الشرق الأوسط، لكنه يُثير مخاوف من تجاهل الديمقراطية التركية، ويُعزز نفوذ أردوغان إقليمياً.

ماذا بعد؟

مع إعلانات متوقعة حول F-35 وسوريا، يُتوقع أن يُؤدي اللقاء إلى رفع جزئي للعقوبات بحلول أكتوبر 2025، مما يُعزز التعاون الدفاعي ويُقلل شراء النفط الروسي، مع اتفاقيات تجارية تصل إلى 100 مليار دولار.

قد يُساعد أردوغان في وساطة غزة وأوكرانيا، لكن الخلافات حول قبرص وأرمينيا ستظل.

على المدى الطويل، إذا نجح اللقاء، سيُصبح التعاون نموذجاً للناتو، مُعزّزاً الاستقرار في البحر الأسود والشرق الأوسط، لكن الفشل في التنفيذ سيُعيد التوترات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *