بعد ظهور الحية.. كيف تقدمت المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟

مفاوضات التنازلات.. كيف تنتهي حرب غزة؟

ماذا حدث؟

في اليوم الثاني من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في شرم الشيخ، أكد كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، استعداد الحركة لإنهاء الحرب نهائياً، مشدداً على الحاجة إلى ضمانات دولية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الراعية لمنع عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى القتل والإبادة.

وصف الحية الاحتلال بأنه “لا يلتزم بوعوده”، وأوضح أن وفد حماس وصل إلى المدينة المصرية حاملاً أهداف الشعب الفلسطيني في الاستقرار وإقامة دولة ذات سيادة.

في الوقت نفسه، أعلن فوزي برهوم، القيادي في حماس، سعي الوفد لاتفاق يضمن وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي، وبدء إعادة الإعمار تحت إشراف هيئة فلسطينية تكنوقراطية.

ومع ذلك، انتهت الجلسة الثانية دون تقدم ملموس، إذ تمسك الطرفان بمواقفهما: حماس ترفض نزع سلاحها وتطالب بضمانات أمنية، بينما ترفض إسرائيل الانسحاب غير المشروط.

أصدرت فصائل فلسطينية، بما فيها حماس، بياناً يرفض أي حديث عن نزع السلاح، معتبرة إياه محاولة لشرعنة الكيان الصهيوني.

في الخلفية، استمرت إسرائيل قصف غزة، مما أدى إلى إطلاق صواريخ فلسطينية، وسط انضمام متوقع لوفود قطرية وتركية وأمريكية يوم الأربعاء لدفع الخطة الأمريكية.

لماذا هذا مهم؟

تأتي هذه المفاوضات في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل فتيل حرب أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني وأحدث دماراً هائلاً في غزة، مع نزوح مئات الآلاف وأزمة إنسانية خانقة.

أهميتها تكمن في كونها الأولى بعد خطة ترامب للسلام، التي أيدتها كل من إسرائيل وحماس مبدئياً، وتركز على تبادل الأسرى (48 إسرائيلياً محتجزاً، 20 منهم على قيد الحياة) والإفراج عن فلسطينيين بارزين مثل مروان البرغوثي.

كما تعكس تحولاً في الرأي العالمي، مع احتجاجات في سيدني وأوروبا تدعم الفلسطينيين، مما يزيد عزلة إسرائيل دولياً.

بالنسبة للفلسطينيين، تمثل فرصة لإنهاء الحرب التي دامت عامين، بينما يرى الإسرائيليون فيها أملاً لإعادة أسرهم.

على الصعيد الإقليمي، تبرز دور مصر كوسيط حكيم، مع مشاركة قطر وتركيا، وتختبر جدية الولايات المتحدة في تحقيق “سلام دائم” كما يدعي ماركو روبيو.

ماذا بعد؟

مع انضمام رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووفد تركي برئاسة إبراهيم كالين، ووفد أمريكي بقيادة ستيف ويتكوف غداً،

قد تشهد المحادثات دفعة جديدة نحو تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، بما في ذلك وقف القتال لـ72 ساعة وتدفق المساعدات.

ومع ذلك، تبقى عقبات كبيرة: رفض ترامب ونتنياهو أي دور لحماس في غزة مستقبلاً، وغموض مصادر تمويل إعادة الإعمار بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى تحديد موقع رفات الأسرى الأموات.

إذا نجحت، قد تنتهي الحرب مؤقتاً وتبدأ مرحلة إنسانية، لكن الفشل يعني استمرار التصعيد، مع مخاوف من “انهيار يهوي إلى نقطة الصفر” كما يصف مراقبون.

يأمل المدنيون في غزة في نهاية “الخوف والدمار”، بينما يترقب العالم إن كانت شرم الشيخ “مدينة السلام” ستحقق وعد إنهاء الصراع أم تكون مجرد صفقة مؤقتة.

النتيجة ستحدد مسار الشرق الأوسط لسنوات قادمة، مع ضغوط أمريكية لإنهاء حكم حماس وتحقيق استقرار دائم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *