بعد القصف والتهديدات.. هل يسقط الحوثي قريباً؟

عناصر من الحوثيين

ماذا حدث؟

شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً ضد الحوثيين في اليمن، بدءاً بغارة على صنعاء في 28 أغسطس 2025 أودت بحياة رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي و11 مسؤولاً رفيعاً، تلتها ضربات على ميناء الحديدة في 16 سبتمبر (12 غارة دمرت 3 أرصفة)، ومطار صنعاء، ومخازن أسلحة، مما أدى إلى خسائر بشرية ومالية تقدر بـ813 مليون دولار، بما في ذلك 1.8 مليار دولار من رسوم الوقود و18 مليون دولار شهرياً من مصانع الإسمنت.

رد وزير الدفاع يسرائيل كاتس يوم 21 سبتمبر بتهديد عبد الملك الحوثي مباشرة على “إكس”: “سيأتي دورك، ويُرفرف علم إسرائيل فوق صنعاء”، مشدداً على أن الجماعة “ستدفع ثمناً باهظاً” مقابل هجماتها الصاروخية على إسرائيل منذ أكتوبر 2023.

نفذ “التحالف العربي”، بقيادة السعودية، آلاف الغارات منذ 2015، لكن الحوثيين حافظوا على السيطرة على صنعاء والشمال، مستفيدين من دعم إيراني.

أكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أن الجماعة “محكوم عليها بالزوال”، مشيرة إلى مفاجآت قادمة، لكن التحالف فشل في إسقاطها سابقاً، وسط خسائر اقتصادية لليمن بلغت 50 مليار دولار.

لماذا هذا مهم؟

تُثبت الهجمات الإسرائيلية المستمرة، التي لم تُقْضِ على قدرات الحوثيين الصاروخية، صعوبة إسقاطهم عسكرياً، حيث يُحافظون على هجمات بعيدة المدى رغم الخسائر، مما يُعيد تقييم الاستراتيجيات الإقليمية.

أهمية الهجمات تكمن في أن الحوثيين، المدعومين من إيران، يُشكلون “محور المقاومة”، وإسقاطهم يُغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة مع سقوط الأسد في ديسمبر 2024، مما قطع خطوط إمدادهم.

كما يهدد الحوثيون الملاحة في البحر الأحمر (هجمات أدت إلى انخفاض التجارة بنسبة 30%)، مُؤثّرين على الاقتصاد العالمي، ويُستخدمون الجوع كسلاح في اليمن، الذي يُعاني أكبر كارثة إنسانية (21 مليون جائع).

التهديدات الإسرائيلية، مثل قتل عبد الملك الحوثي، قد تُؤدي إلى تفكك داخلي، لكنها تُعزز “الهالة الدينية” حوله كـ”وليّ”، مما يُصعّد التوترات مع إيران.

هذا التصعيد يُعيق السلام الإقليمي، حيث فشل التحالف العربي في 9 سنوات، مُطِيلاً المعاناة اليمنية.

ماذا بعد؟

مع استمرار الغارات، يُتوقع أن يُكثّف التحالف العربي الضغط العسكري، مما قد يُؤدي إلى قتل عبد الملك الحوثي وتفكك الجماعة، لكن الدعم الإيراني سيُبطئ السقوط.

قد تُدفع المفاوضات السعودية-الحوثية، برعاية عُمانية، إلى هدنة مؤقتة، لكن الفشل سيُعمق الجوع (17 مليون مهدد بالمجاعة).

على المدى الطويل، إذا سُقِطَ الحوثيون، سيُعيد اليمن توحيده، مُعزّزاً الاستقرار الخليجي، لكن الفراغ الأمني قد يُولّد جماعات إرهابية جديدة.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *