ماذا حدث؟
في 23 نوفمبر 2025، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية دقيقة على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن مقتل هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ”أبو علي”، الذي وصفته إسرائيل بـ”رئيس أركان حزب الله” والرجل الثاني في هيكلية الحزب العسكرية، إلى جانب أربعة عناصر آخرين وإصابة 28 شخصاً.
أكد حزب الله مقتل الطبطبائي في بيان رسمي وصفه بـ”القائد الجهادي الكبير” الذي شارك في المقاومة منذ انطلاقتها، وأشرف على إعادة تأهيل القدرات العسكرية بعد الحرب العام الماضي.
شُيع الطبطبائي في جنازة حاشدة في الضاحية، وسط إدانات إيرانية وفلسطينية وصفوها بـ”جريمة إرهابية جبانة”.
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاغتيال يأتي في إطار منع إعادة تسليح الحزب، مشيراً إلى مكافأة أمريكية قدرها 5 ملايين دولار على معلومات عنه.
هذا الاستهداف يأتي بعد سلسلة اغتيالات لقادة الحزب مثل فؤاد شكر وعلي كركي في 2024، ويُعد أعلى مستوى تصعيد منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
لماذا هذا مهم؟
اغتيال الطبطبائي يُمثل ضربة قاصمة للمجلس العسكري (الجهادي) في حزب الله، الذي يُدير الأنشطة العسكرية والأمنية بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، حيث فقد الحزب الجيل المؤسس بعد مقتل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وإبراهيم عقيل.
الطبطبائي، الذي نجا من ثلاث محاولات اغتيال سابقة، كان مسؤولاً عن قوة الرضوان في سوريا واليمن، مما يُعيق جهود إعادة بناء القدرات بعد الحرب.
هذا الاستهداف يُكشف ثغرات أمنية في الضاحية، التي كانت تُعتبر آمنة، ويُعزز استراتيجية إسرائيل “قطع الرؤوس” لتقويض القيادة، رغم تكلفتها العالية.
على الصعيد الإقليمي، يُثير الاغتيال مخاوف من تصعيد يُهدد وقف إطلاق النار، خاصة مع اتهامات الحزب لإسرائيل بانتهاك السيادة اللبنانية، ويُضع الحكومة اللبنانية أمام مأزق في تنفيذ القرار 1701 بنزع سلاح الحزب جنوب الليطاني.
ماذا بعد؟
مع مقتل الطبطبائي، سيُعيّن حزب الله بديلاً مرجحاً مثل محمد حيدر، الذي يمتلك خبرة ميدانية واسعة في جنوب لبنان ويُعتبر عضواً دائماً في المجلس العسكري، أو طلال حمية أو خليل حرب، لكن عملية الترميم ستستغرق نحو عام لاستيعاب الخسائر وإعادة بناء الآليات والتدريب.
الرد على الاغتيال قد يكون غير تقليدي، مثل عمليات خارجية في سوريا أو اليمن لتجنب تصعيد على جبهة لبنان، خاصة مع قرار إيراني يُحدد الخطوة التالية.
داخلياً، سيُعمق الاغتيال الانقسام بين مؤيدي المواجهة ومن يُدركون حجم الخسائر، مما يُضعف القدرة على المبادرة. إسرائيل ستستمر في عمليات “أيام القتال” المحدودة لمنع التسلح، مع غطاء أمريكي ضمني.
في النهاية، يُمثل هذا الاغتيال نقطة تحول قد تُؤدي إلى إعادة هيكلة الحزب، أو تصعيد يُهدد الاستقرار الإقليمي إذا لم يُحل التوازن السياسي في لبنان.