بعد أسبوع المشاحنات الدبلوماسية.. ما مصير أوكرانيا؟

مفاوضات التنازلات.. كيف تضغط روسيا لإقرار السلام مع أوكرانيا؟

ماذا حدث؟

شهدت الأسبوع الأخير من أكتوبر 2025 تصعيدًا دبلوماسيًا حول أوكرانيا، بدءًا بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 17 أكتوبر، الذي وصفه الأخير بـ”صريح” لكنه لم يحقق تقدمًا في طلبات كييف لصواريخ طويلة المدى مثل توماهوك.

أعلن ترامب خططه للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، لكنه ألغاها في 21 أكتوبر، معتبرًا إياها “ضائعة الوقت” إذا لم يكن السلام محتملاً، مما أثار ارتباكًا.

في 22 أكتوبر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي نفط روسيتين كبرى، روسنفت وليوكويل، أول حزمة في ولاية ترامب الثانية، مما أدى إلى انسحاب عملاء صينيين وهنود.

تلاها الاتحاد الأوروبي بحزمته الـ19 في 23 أكتوبر، والتي طالت تاجر نفط صينيًا وبنوك آسيوية، مع تأكيد حظر غاز روسي بحلول 2027.

عقدت اجتماعات أوروبية في بروكسل (20-24 أكتوبر) أعربت عن دعم لكييف، لكنها أجلت قرارًا بـ140 مليار يورو من أصول روسية مجمدة بسبب خلافات حول شراء أسلحة أمريكية ومطالب بلجيكا بضمانات.

ردت روسيا باختبار صاروخ نووي وقصف لأوكرانيا، بما في ذلك روضة أطفال في خاركيف.

لماذا هذا مهم؟

يعكس الأسبوع الدبلوماسي المتقلب، الذي وصفه الخبراء بـ”الفوضى”، ضعف الولايات المتحدة في قيادة التحالف، حيث أثار إلغاء قمة ترامب-بوتين ارتباكًا أوروبيًا، وأظهر ترامب تركيزًا على “الصفقات” السريعة قبل الانتخابات النصفية في 2026، مما يُقلل الثقة في دعمه لأوكرانيا.

العقوبات النفطية مهمة، إذ قد تُقلل صادرات روسيا بنسبة 50% (خسارة 5 مليارات دولار شهريًا)، لكن تأثيرها غير فوري، وتُعيق الاتحاد الأوروبي في تمويل كييف (60 مليار دولار مطلوبة لـ2026-27)، مما يُهدد بتسريع خسائر أوكرانيا في الخطوط الأمامية.

هذا يُبرز الاعتماد الأوروبي على أمريكا، مع مخاوف من “خيانة” ترامبية، كما في إلغاء بيع توماهوك، ويُعزز موقف بوتين الذي يرفض التفاوض دون تنازلات، مُفاقماً الأزمة الإنسانية في أوكرانيا (346 ألف قتيل وجريح في 2025) ومُهدداً الاستقرار العالمي.

ماذا بعد؟

مع استمرار القصف الروسي، ستضغط كييف للحصول على أسلحة طويلة المدى في زيارة زيلينسكي المقبلة إلى واشنطن، حيث يُقدم ترامب “صفقات” مثل بيع طائرات F-35، لكن دون توماهوك، مما يُبقي روسيا غير مُهددة.

الاتحاد الأوروبي قد يُوافق في ديسمبر على تمويل الأصول الروسية، مع شروط أقل صرامة، لكن الخلافات الداخلية تُؤخر الدعم، مُعيقةً الدفاع الأوكراني.

روسيا ستُستمر في التصعيد، ربما باختبارات نووية، للضغط على ترامب للتنازل، بينما يُركز الأخير على “السلام” قبل الانتخابات، مُعرضًا كييف للتنازلات.

على المدى الطويل، قد يُؤدي الضغط الأوروبي إلى حزمة دعم أكبر، لكن دون أمريكا، يبقى السلام بعيدًا، مُهددًا بتوسع النزاع إذا انهار التحالف.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *