ماذا حدث؟
في 13 أكتوبر 2025، أشاد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بالرئيس الحالي دونالد ترامب لدوره في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم توقيعه في شرم الشيخ بمصر، برعاية أمريكية-مصرية-قطرية-تركية.
نشر بايدن على منصة “إكس” أنه “يُشيد بالرئيس ترامب وفريقه على عملهم لإتمام الاتفاق المتجدد”، مضيفاً أن الشرق الأوسط “على طريق السلام” بفضل الدعم الأمريكي والشركاء الدوليين، مشيراً إلى جهود إدارته السابقة في إعادة الرهائن وتقديم الإغاثة.
انضم إليه الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي كتب: “يستحق ترامب وإدارته وقطر وغيرهما تقديراً كبيراً لإبقاء الجميع منخرطين”، داعياً إلى “تحويل اللحظة الهشة إلى سلام دائم”.
جاءت الإشادة بعد قمة شرم الشيخ، التي حضرها ترامب والسيسي وقادة من قطر، والأردن، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، لمناقشة إعادة الإعمار ومراحل الخطة الـ20 نقطة، وسط غياب نتنياهو، وتوقيع ترامب للاتفاق الذي أنهى احتجاز آخر 20 رهينة إسرائيلياً حياً مقابل إفراج عن 1718 فلسطينياً محتجزاً و250 سجيناً.
لماذا هذا مهم؟
تُعد هذه الإشادة لحظة نادرة في السياسة الأمريكية المنقسمة، حيث أشاد رئيسان ديمقراطيان سابقان بترامب الجمهوري، الذي كانا من أبرز منتقديه، مما يعكس إدراكاً مشتركاً بأن إنهاء حرب غزة –التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت القطاع– مصلحة وطنية تتجاوز الحسابات الحزبية.
أهميتها تكمن في إعادة تأكيد دور واشنطن كوسيط أساسي في الشرق الأوسط، بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي، حيث يُنظر إلى الاتفاق كأكبر إنجاز لترامب منذ عودته، مستفيداً من “دبلوماسية القط الميت” لإجبار نتنياهو على القبول بخطة تشمل إعادة الإعمار ومفاوضات ما بعد الحرب.
كما تعزز الإشادة الدعم الدولي للخطة، مع ترحيب دول عدة، وتُظهر أن الجهود السابقة لبايدن (مثل هدنتي 2023 و2025) مهدت الطريق، مما يقلل الاستقطاب السياسي داخل أمريكا ويعزز إرث ترامب كـ”صانع سلام”، رغم مخاوف محللين من عقبات مثل ضغوط نتنياهو الداخلية.
ماذا بعد؟
مع إكمال المرحلة الأولى، ستبدأ مفاوضات المراحل الثانية في شرم الشيخ حول نزع سلاح حماس تدريجياً لهيئة فلسطينية-مصرية بإشراف دولي، وإعادة بناء غزة بتمويل يصل إلى 20 مليار دولار من شركاء عرب وغربيين، مع نشر قوة استقرار مؤقتة.
قد يؤدي الدعم الأمريكي المشترك إلى سلام دائم يوسع الاتفاقيات الإبراهيمية ويُعيد اللاجئين، لكن نتنياهو –الذي يواجه انتخابات 2026 وضغوط يمينية– قد يغير موقفه، مما يهدد بالتصعيد إذا لم تُحل قضايا الحكم في غزة.
إذا نجحت، ستُعزز مصر وقطر دورهما كوسيطين، وتعيد واشنطن إلى موقعها التقليدي، لكن الفشل قد يُعيد التوترات، خاصة مع رفض حماس لأي وصاية.
في النهاية، يعتمد السلام على التزام الطرفين بدعم أمريكي، مما قد يحول الشرق الأوسط نحو “فجر جديد” كما قال ترامب، أو يُبقيه هشاً أمام التحديات.