انسحاب تكتيكي أم بداية النهاية؟.. الجيش الإسرائيلي يقلّص قواته في غزة

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة تعكس الإرهاق الميداني داخل صفوفه، بدأ الجيش الإسرائيلي تقليص أعداد جنود الاحتياط في غزة والضفة الغربية وشمال إسرائيل، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، وذلك لتخفيف الضغط عن الجنود المنهكين منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

أزمة “الخط الأصفر”.. معضلة جديدة لجيش الاحتلال

بالتوازي مع قرار تقليص القوات، تواجه إسرائيل تحديًا ميدانيًا خطيرًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث تتحصن عشرات العناصر من الجناح العسكري لحركة حماس داخل شبكة أنفاق معقدة خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”.

ووفق قناة i24NEWS العبرية، فإن هؤلاء المقاتلين يظهرون فقط لتنفيذ هجمات خاطفة، مستخدمين الصواريخ المضادة للدروع، قبل أن يختفوا مجددًا في باطن الأرض، ما يجعل مهمة الجيش الإسرائيلي في القضاء عليهم شبه مستحيلة.

وتشير التقارير العبرية إلى أن نقاشات حساسة تدور داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع هذا الجيب المعزول، خاصة وأنه من المقرر أن يتحول مستقبلًا إلى منطقة إنسانية، إلا أن إدخال قوات دولية إليه لا يزال أمرًا مستبعدًا، ما يضع الجيش أمام قرار ميداني مصيري وسط ضغوط دولية متزايدة.

ضغوط أمريكية ومبادرة غامضة

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصدر دبلوماسي أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا مباشرة على الحكومة الإسرائيلية للسماح بين 100 و200 مقاتل من حماس، المحاصرين داخل الأنفاق في منطقة الخط الأصفر، بالمغادرة الآمنة.

وتعتبر واشنطن هذه الخطوة تجربة أولى لمبادرة أوسع لنزع سلاح مقاتلي حماس ومنحهم عفوًا مشروطًا، ضمن خطة من 20 بندًا طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع في غزة.

تفاصيل الآلية المقترحة

تنص الخطة الأمريكية على أن يقوم المقاتلون بتسليم أسلحتهم لمسؤولي “مركز التنسيق المدني–العسكري” الذي تديره الولايات المتحدة في كريات غات، مقابل خيارين:

1. المرور الآمن إلى دولة ثالثة.

2. أو العودة إلى مناطق تسيطر عليها حماس غرب الخط الأصفر.

وكانت إسرائيل قد سمحت في وقت سابق لعناصر من حماس بدخول المنطقة ذاتها للبحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين، لكن تحت مراقبة جوية مشددة.

ميدان متوتر ومصير مفتوح

يُذكر أن الجيش الإسرائيلي طالب خلال مفاوضات وقف إطلاق النار بالسيطرة على الأراضي المرتفعة على طول الخط الأصفر، لضمان تأمين الحدود الفاصلة من مسافة آمنة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء العمليات في رفح.

ماذا بعد؟

وبينما تحاول إسرائيل تخفيف الضغط على قواتها، يبدو أن ملف الخط الأصفر قد يتحول إلى عقدة سياسية وأمنية جديدة، تعيق أي تسوية قريبة في القطاع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *