ماذا حدث؟
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تصنيف حركة “أنتيفا” ذات التوجهات اليسارية كـ”منظمة إرهابية كبرى”.
جاء القرار بعد اغتيال الناشط اليميني المقرّب من ترامب، تشارلي كيرك، في حادث يُشتبه أن منفذه شاب متأثر بالأجندات اليسارية، لتعود بذلك الحركة المثيرة للجدل إلى واجهة النقاش السياسي والأمني.
ما هي “أنتيفا”؟
“أنتيفا” اختصار لمصطلح Anti-Fascist أي “مناهضو الفاشية”، وهي مجموعات يسارية متشددة بلا قيادة مركزية، تتوزع على شكل خلايا محلية خاصة في ولايات الساحل الغربي الأمريكي.
تعرّف نفسها بأنها مناهضة للعنصرية، لكنها تحمل أيضًا توجهات راديكالية معادية للرأسمالية، وتتبنّى تكتيكات تتجاوز التظاهر السلمي لتصل أحيانًا إلى العنف والتخريب.
جذور الحركة
الأصول الدقيقة لـ”أنتيفا” غير واضحة، لكن جذورها تعود إلى الحركات الأوروبية المناهضة للفاشية.
ارتبط اسمها أولًا بجماعات ظهرت في ألمانيا النازية، ثم بتيارات مشابهة في بريطانيا خلال الثمانينيات.
ومع الوقت، أصبح حضورها أكثر وضوحًا في الولايات المتحدة، خصوصًا بين الحركات التقدمية التي تسعى إلى جذب الشباب الناقم على تركز الثروة والسلطة بيد النخب والشركات الكبرى.
تمدد وتأثير
منذ فوز ترامب في ولايته الأولى عام 2016، شهدت “أنتيفا” توسعًا لافتًا بانضمام أعداد من الشباب الغاضب.
ويرى سكوت كرو، أحد منسقي الحركة السابقين، أن “الأفكار المتطرفة” التي كانت محل رفض واسع بدأت بعض الأوساط الليبرالية في تبنيها، بعد أن كانت تعتبرها خطرًا لا يقل عن خطر اليمين المتشدد.
تاريخ من المواجهات
عرفت الساحة الأمريكية اسم “أنتيفا” في محطات صاخبة:
يناير 2017: احتجاجات ضد تنصيب ترامب وصدامات في جامعة كاليفورنيا.
أغسطس 2017: حضور قوي في شارلوتسفيل بفيرجينيا بمواجهة القوميين البيض.
2020: اتُّهمت بالمشاركة في أعمال عنف خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد مقتل جورج فلويد، وهو ما دفع ترامب حينها لوصفها بأنها “منظمة إرهابية” تقود “المخربين”.
ماذا بعد؟
حادثة اغتيال الناشط تشارلي كيرك في سبتمبر 2025 كانت بمثابة الشرارة التي دفعت ترامب لإعادة فتح ملف الحركة، متهمًا إياها بالتحريض على العنف السياسي وتهديد الأمن القومي.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال” كتب ترامب: “يسرّني أن أبلغ الأمريكيين الوطنيين أنني بصدد تصنيف أنتيفا، الكارثة اليسارية الراديكالية المريضة والخطرة، منظمة إرهابية كبرى”.