العملية البرية.. كم تحتاج إسرائيل من وقت لاحتلال غزة؟

العملية البرية.. كم تحتاج إسرائيل من وقت لاحتلال غزة؟

ماذا حدث؟

انتهت مشاورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مصير الأسرى في غزة، التي استمرت ثلاث ساعات يوم الأحد 14 سبتمبر 2025، تمهيداً لعملية برية واسعة النطاق لإعادة احتلال مدينة غزة.

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن النقاش ركز على السيناريوهات المحتملة لرد حماس، بما في ذلك إمكانية قتل الأسرى المتبقين، حيث يُعتقد أن حوالي 20 أسيرًا حيًا محتجزين في القطاع، بعضهم في غزة.

أصدر نتنياهو تعليمات للجيش بتقصير الجدول الزمني للعملية، التي أُقرت في أوائل أغسطس، وأطلق عليها اسم “عربات جدعون 2” في 3 سبتمبر، بعد غارات جوية مكثفة استهدفت أكثر من 500 موقع لحماس، بما في ذلك أبراج شاهقة وأنفاق.

أفادت CNN أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا بدء العملية البرية في الأيام المقبلة، ربما الاثنين، مع تسريع تدمير المباني الرئيسية. أعلن الجيش الإسرائيلي إخلاءً فوريًا لسكان غزة، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف عبر شارع الرشيد، وسط قصف أسفر عن مقتل 40 فلسطينيًا على الأقل يوم الأحد، بينهم مدنيون.

أبلغ رئيس الأركان إيال زامير نتنياهو أن السيطرة على المدينة تتطلب ستة أشهر على الأقل، مع توسيع العمليات إلى مناطق أخرى، وأن حماس لن تهزم عسكريًا أو سياسيًا بهذه العملية وحدها.

حتى الآن، يسيطر الجيش على 40% من غزة، بعد عمليات في أحياء الزيتون والشيخ رضوان، مع إصرار حماس على عدم الاستسلام ودعوتها السكان للبقاء.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا التصعيد نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، مع تفاقم الأزمة الإنسانية: 422 وفاة بسبب الجوع، بما في ذلك 145 طفلاً، وسوء تغذية واسع النطاق.

أهميته تكمن في أن العملية تهدف إلى “الحسم” مع حماس، لكنها تعرض الأسرى للخطر وتثير مخاوف داخلية ودولية، حيث حذر زامير من تعريض الجنود والمدنيين للموت، وتفاقم الانهيار الإنساني.

كما أنها تُفسر كمحاولة للتهجير القسري، مع تدمير 1600 مبنى سكني و13 ألف خيمة منذ أغسطس، مما يُعزى إلى أهداف إسرائيلية مثل تفكيك بنى حماس وإعادة الاحتلال، لكنها تقوض الجهود الدبلوماسية مثل الوساطة القطرية-المصرية-الأمريكية.

داخل إسرائيل، يُرى الضغط على نتنياهو من اليمين المتطرف لاستمرار الحرب، رغم التحذيرات العسكرية، مما يعكس صراعًا بين الأهداف الأمنية والسياسية، ويُفاقم التوترات الإقليمية مع حزب الله والحوثيين.

ماذا بعد؟

مع بدء العملية البرية الوشيك، يُتوقع أن تستغرق السيطرة على غزة ستة أشهر إلى نصف عام، تليها مرحلة “تطهير” أوسع تشمل المخيمات المركزية، وفق تقديرات الجيش، مع احتمال مقتل المزيد من الجنود والمدنيين، وارتفاع الوفيات الفلسطينية إلى عشرات الآلاف.

قد ترد حماس بـ”عملية عصا موسى”، بما في ذلك استخدام الأسرى كدروع بشرية، مما يعرقل التقدم الإسرائيلي.

دوليًا، ستزداد الإدانات والضغوط، خاصة في قمة الدوحة العربية-الإسلامية، مع دعوات لعقوبات أممية، بينما يستمر الدعم الأمريكي تحت ترامب.

في النهاية، قد تؤدي إلى إعادة احتلال تدريجي للقطاع، لكن دون حسم نهائي، مما يطيل الأزمة الإنسانية ويُعيق أي سلام، مع الحاجة إلى وساطة دولية لوقف التصعيد قبل كارثة أكبر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *