الطريق إلى السلام.. هل اقتربت حرب أوكرانيا من نهايتها؟

الطريق إلى السلام.. هل اقتربت حرب أوكرانيا من نهايتها؟

ماذا حدث؟

في أكتوبر 2025، شهدت حرب أوكرانيا تطورات تشير إلى اقتراب من طريق السلام، رغم استمرار التصعيد العسكري.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك، عن دعم متزايد لكييف، بما في ذلك صفقة محتملة بـ50 مليار دولار لإنتاج 10 ملايين طائرة بدون طيار سنوياً، مع ضمانات أمريكية لقروض تصل إلى 90 مليار دولار مدعومة بأصول روسية مجمدة.

أبدى ترامب استعداداً لفرض تعريفات عقابية على اقتصاد روسيا، وسمح ببيع صواريخ توماهوك لأوكرانيا، مما أثار تحذيرات بوتين من “تصعيد نووي” و”انهيار العلاقات الأمريكية-الروسية”.

في الوقت نفسه، شنت روسيا هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار كثيفة على بنى تحتية طاقية أوكرانية في 2-3 أكتوبر، مما أدى إلى انقطاع كهرباء واسع وإصابات مدنية، بينما تقدمت قواتها في ليمان وسيفيرسك وبوكروفسك، محتلة 4900 كيلومتر مربع هذا العام.

ردت أوكرانيا بضربات بعيدة المدى على مصافي نفط روسية، مما أثر على 17-38% من إنتاجها، وأعلنت أوروبا “صحوة” أمنية بمزيد من العقوبات والدعم العسكري، مع خطط لقوات أوروبية في أوكرانيا إذا تم السلام.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا التحول نقطة تحول في الحرب الرابعة عندها، حيث تحولت من صراع إقليمي إلى سباق تكنولوجي حاسم، مع توسع “منطقة القتل” إلى 20 كيلومتراً بفضل الطائرات بدون طيار، مما يجعل التقدم البري أقل أهمية ويفرض حاجة للابتكار السريع لتحقيق “هزيمة وظيفية” لروسيا.

أهميته تكمن في إنهاء الشكوك حول دعم ترامب، الذي أصبح أكثر إيجابية بعد فشل لقائه مع بوتين في ألاسكا، مما يعزز أوراق أوكرانيا: قوة شعبها، وجيشها، وقيادتها، مقابل ضعف روسيا الاقتصادي المعتمد على النفط الذي تضربه أوكرانيا.

يفتح ذلك أبواب سلام عادل، يفقد فيه أوكرانيا بعض الأراضي مؤقتاً مقابل ضمانات أمنية أمريكية-أوروبية وانضمام سريع للاتحاد الأوروبي، مما يمنع “سلاماً مزيفاً” يسمح لروسيا بالعودة، ويحافظ على هوية أوكرانيا الوطنية بعد ثلاث سنوات وسبعة أشهر من المقاومة.

إقليمياً، يعزز الدعم الأمريكي-الأوروبي الردع ضد روسيا، التي تعتمد على الصين وكوريا الشمالية وإيران، ويقلل من مخاطر حرب استنزاف تفضل موسكو بفضل حجمها السكاني والصناعي.

ماذا بعد؟

مع اقتراب قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، يُتوقع لقاء زيلينسكي وبوتين بدون شروط مسبقة، مدعوماً بتعزيزات أمريكية مثل صواريخ توماهوك وإنتاج طائرات بدون طيار مشترك، مما قد يؤدي إلى سيناريو ثالث: سلام دائم بقوات أوروبية في أوكرانيا وضمانات أمريكية، مع استخدام أصول روسية لإعادة الإعمار.

ومع ذلك، إذا فشل، يستمر الاستنزاف، مع هجمات روسية شتوية على الطاقة لإضعاف الروح المعنوية، وتصعيد أوكراني يهدف إلى “تحييد استراتيجي” لروسيا عبر الابتكار التكنولوجي.

يعتمد النجاح على ثبات ترامب، الذي يرى في السلام إرثاً تاريخياً، و”صحوة” أوروبا، مقابل تهديدات بوتين بنشر صواريخ في كوبا أو تسريع حملة “المرحلة صفر” لإرهاب أوروبا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *