ماذا حدث؟
أعلنت وزارة الداخلية السورية كشف تفاصيل جديدة عن الهجوم الذي استهدف قوات أمن سورية وأميركية قرب تدمر خلال جولة مشتركة، مؤكدة أن منفذه لا يشغل أي موقع قيادي ولا يعمل مرافقًا للقيادات، مع استمرار التحقيقات لتحديد صلته بتنظيم داعش.
وأوضحت أن تحذيرات أمنية مسبقة وُجهت لقوات التحالف الدولي بشأن احتمال هجمات من التنظيم لم يُلتفت إليها، مشيرة إلى أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء الجولة الميدانية.
خسائر بشرية وتحييد المنفذ
وأشار المتحدث باسم الداخلية إلى أن التحالف الدولي أعلن مقتل جنديين أميركيين إضافة إلى مترجم مدني، فضلًا عن إصابة عنصرين من قوات الأمن الداخلي السورية، التي تمكنت من تحييد منفذ الهجوم في موقع الحادث.
وشدد البابا على أن المنفذ لا يحمل أي توصيف قيادي داخل جهاز الأمن الداخلي، ولا يُعد مرافقًا لقائد الأمن، مؤكدًا أن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة.
تقييم أمني سبق الهجوم
وكشف البابا أن أكثر من خمسة آلاف عنصر في قيادة الأمن الداخلي بالبادية يخضعون لتقييمات أسبوعية، موضحًا أن تقييمًا أمنيًا سابقًا لمنفذ الهجوم أشار إلى احتمال امتلاكه أفكارًا متطرفة، وكان مقررًا اتخاذ إجراء بحقه أول يوم دوام رسمي، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت الذي يُعد عطلة إدارية.
تحقيقات موسعة وإجراءات جديدة
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية أن التحقيقات تركز على فحص البيانات الرقمية للمنفذ للتحقق من صلته المباشرة بتنظيم داعش أو اقتصار الأمر على الفكر المتطرف، إلى جانب التدقيق في دائرة معارفه، مشيرًا إلى اعتماد إجراءات بروتوكولية جديدة للأمن والحماية بالتنسيق مع التحالف الدولي وقيادة الأمن الداخلي في البادية.
ردود فعل أميركية وسورية غاضبة
أعلنت وزارة الحرب الأميركية أن إطلاق نار استهدف قوات أميركية وأمنية سورية قرب تدمر، أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، فيما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد، مؤكدًا أن الهجوم نفذه تنظيم داعش في منطقة شديدة الخطورة، وأن الرد سيكون حازمًا.
وأدان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الهجوم الذي استهدف دورية مشتركة لمكافحة الإرهاب، بينما وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منفذ الهجوم بـ«المتوحش»، متوعدًا بملاحقة كل من يستهدف الأميركيين في أي مكان.
ماذا بعد؟
ويستحضر الهجوم سجل تنظيم داعش في تدمر، التي سيطر عليها بين عامي 2015 و2016، ونفّذ خلالها عمليات إعدام ودمّر معالم أثرية، قبل أن يخسرها لاحقًا بفعل عمليات عسكرية بدعم روسي وضربات للتحالف الدولي.
ورغم انهيار نفوذ التنظيم بحلول 2019، لا تزال خلاياه تنشط بشكل متقطع في البادية السورية، مستهدفة قوات محلية ودولية، في وقت انضمت فيه دمشق رسميًا للتحالف الدولي ضد داعش، بينما تواصل القوات الأميركية انتشارها في شمال شرق سوريا وقاعدة التنف لمكافحة التنظيم ودعم شركائها المحليين.