الاختبارات النووية تعود من جديد.. ماذا يخطط ترامب للعالم؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشعال الجدل الدولي بإعلانه استئناف التجارب النووية، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لسباق تسلح جديد يعيد أجواء الحرب الباردة.

القرار المفاجئ أثار مخاوف من تصاعد التوتر بين واشنطن وخصميها التقليديين موسكو وبكين، إذ قال ترامب إن “برامج الاختبار التي تقوم بها دول أخرى” دفعت إدارته لتوجيه وزارة الحرب ببدء اختبارات مماثلة، مضيفًا: “إذا كانت روسيا والصين تجريان تجارب، فسنجريها نحن أيضًا”.

ردود غاضبة من موسكو وبكين

ردّت موسكو وبكين سريعًا؛ فدعت الصين واشنطن إلى الالتزام بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وأكدت روسيا أن اختبارها الأخير لصاروخ كروز لا يُعد تجربة محظورة.

كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، مؤكدة أن أي تجارب نووية غير مسموح بها، محذّرة من تصاعد المخاطر النووية وضرورة تجنب أي تصعيد.

نحو “عصر نووي جديد”؟

حاول خبيران في الشؤون النووية تفسير خطوة ترامب، فطرحا ثلاث فرضيات: الأولى أنها رد على التطورات العسكرية الروسية، والثانية تتعلق بـ”التجارب دون الحرجة”، أما الثالثة والأخطر فهي استعداد واشنطن لاستئناف التجارب النووية الكاملة، ما قد يفتح الباب أمام “عصر نووي جديد”.

وأوضحت الباحثة إيلويز فاييه أن ترامب قد يقصد اختبارات صواريخ أو تجارب محدودة، لكنها رجحت أن يكون الحديث عن تجارب حقيقية، وهو الاحتمال الأكثر إثارة للقلق، خاصة أن كوريا الشمالية وحدها أجرت مثلها في العقود الأخيرة.

رأى وليام ألبرك، المدير السابق لمركز منع الانتشار النووي في الناتو، أن تصريحات ترامب قد تكون ردًا على الإعلانات الروسية الأخيرة حول أسلحة متطورة مثل صاروخ “بوريفيستنيك” وطوربيد “بوسيدون”، مشيرًا إلى أن واشنطن بدورها تجري اختبارات على صواريخها الباليستية “ترايدنت”.

بين “التجارب دون الحرجة” والتصعيد

تختلف واشنطن وموسكو وبكين في تفسير معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية؛ فبينما تلتزم الولايات المتحدة بتجارب دون إطلاق طاقة أو حرارة، يُعتقد أن روسيا والصين تجريان تجارب محدودة تنتج طاقة بسيطة ضمن المسموح به.

ويشير ألبرك إلى صعوبة كشف بعض هذه الاختبارات بسبب “الاقتران”، إذ تُنفذ داخل غرف محصنة تحت الأرض تجعل رصدها شبه مستحيل.

الدافع السياسي وراء القرار

توضح فاييه أن أنصار ترامب يسعون منذ زمن لاستئناف التجارب النووية لأسباب سياسية لا تقنية، معتبرة أن الهدف منها هو الضغط على موسكو وبكين للدخول في مفاوضات جديدة للحد من الأسلحة.

وترى أن القرار يحمل رسالة سياسية أكثر من كونه خطوة عسكرية، خاصة مع تراجع فعالية اتفاقيات الحد من التسلح.

ماذا بعد؟

وفي ظل هذا التصعيد الجديد، يبدو أن العالم على أعتاب مرحلة أكثر توترًا، قد تعيد مشهد سباق التسلح النووي إلى واجهة المشهد الدولي من جديد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *