ماذا حدث؟
قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بحراك دبلوماسي وإنساني شامل ومُستمر على مدار 31 شهراً منذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل/نيسان 2023، مستندة إلى رؤية متكاملة لإنهاء الصراع.
تركز هذا الحراك على الدفع نحو حل سياسي يرفض الحلول العسكرية بشكل قاطع، والتأكيد المستمر على ضرورة وقف فوري وشامل لإطلاق النار.
وقد شمل الدور الدبلوماسي المشاركة في المبادرة الرباعية (مع الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر) لوضع خطة مرحلية تبدأ بهدنة إنسانية، كما قامت الإمارات برسم خارطة طريق أمام مجلس الأمن تدعو إلى الضغط الفعّال على طرفي النزاع لـ”جبرهم على التفاوض”، مؤكدة على ضرورة إقامة حكم مدني مستقل عن أطراف الحرب مع التحذير من عودة الديكتاتورية العسكرية المتمثلة في جماعة الإخوان.
وإلى جانب ذلك، التزمت الإمارات بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للشعب السوداني كافة، مؤكدة على ضرورة تسهيل الوصول الآمن للمساعدات، ومرتكزة في تحركها على مبادئ دعم وقف إطلاق النار، ورفض التدخلات العسكرية الخارجية، وحماية المدنيين.
لماذا هذا مهم؟
يُعد هذا الدور الإماراتي مهمًا لكونه يوفر خارطة طريق شاملة وواقعية لوقف نزيف الدم من خلال المحافل الدولية، مثل مجلس الأمن، حيث أثبتت التطورات الميدانية الأخيرة (خاصة في مناطق النزاع الحالية) صواب الرؤية الإماراتية التي تؤكد أن الحل السياسي وحده هو القادر على تحقيق الاستقرار الدائم، وأن الاستمرار في العنف لن يقود إلا لمزيد من المعاناة الإنسانية.
كما أن هذا الحراك يمثل خطوة أساسية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث يهدف الدعم الإنساني إلى التخفيف من معاناة المدنيين، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن، الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب. ويأتي هذا التأكيد المتكرر على الالتزام الإنساني الإماراتي كجزء من جهود مواجهة الحملات الإعلامية المضللة.
ماذا بعد؟
تتركز الرؤية الإماراتية للخطوات المستقبلية على مواصلة الدعم الدبلوماسي القوي لكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار وإرساء السلام الدائم.
ويشمل ذلك العمل ضمن المبادرة الرباعية لدفع الخطة المرحلية التي تبدأ بـهدنة أولية لتوصيل المساعدات، تليها الانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم التحرك نحو انتقال شفاف نحو حكومة مدنية.
الهدف النهائي لهذه الجهود هو التوصل إلى “سودان آمن لكل أفراد شعبه بدون تطرف أو إرهاب أو عنف عرقي”، عبر إقامة حكم مدني مستقل عن أطراف الحرب الحالية.