إيران على شفا الحرب.. ما خياراتها المتاحة؟

إيران على شفا الحرب.. ما خياراتها المتاحة؟

ماذا حدث؟

في أعقاب حرب الاثني عشر يوماً في مايو 2025، التي شهدت ضربات إسرائيلية مدمرة على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، أدخلت طهران في حالة تأهب قصوى، مع مؤشرات واضحة على استعداد لجولة ثانية.

أعلن نائب وزير الداخلية علي أكبر بور جمشيديان في 27 سبتمبر تعيين نواب وخلفاء للمسؤولين العسكريين والمدنيين لضمان استمرارية الحكم، بتوجيه من المجلس الأعلى للأمن القومي، فيما زار قادة عسكريون مثل عبد الرحيم موسوي وحدات دفاع جوي وكوماندوز في دزفول وهرمزغان، مشددين على “الاستعداد لصراع محتمل”.

نقل الحرس الثوري قوات وصواريخ وطائرات مسيرة إلى الحدود مع كردستان العراق، مع نشاط مكثف في مدن مثل مريوان وسردشت، واختبار صاروخ من منصة فضائية في سمنان. كما حصلت إيران على مقاتلات سوخوي SU-35 روسية، وتسعى لأنظمة دفاع جوي صينية HQ-9، وسط بناء أنفاق عميقة في “جبل الفأس” قرب نطنز لتخزين مواد نووية.

رفضت طهران اقتراح ترامب للتطبيع مع إسرائيل في 11 أكتوبر، مؤكدة عدم الاعتراف بـ”كيان الاحتلال”، بينما أكد مسؤول إسرائيلي استعداداً لـ”جميع السيناريوهات”.

لماذا هذا مهم؟

تعكس هذه التحركات توتراً داخلياً متصاعداً في إيران، حيث يخشى النظام من انتفاضة شعبية إذا أظهر ضعفاً، أو جرّ إقليمي إذا تصعد، وسط انقسام إعلامي يعكس قلقاً رسمياً من “أصعب مرحلة”، كما يصفها معارضون.

أهميتها تكمن في تحول إيران من “محور المقاومة” إلى هدف مباشر، بعد فشل حلفائها مثل حماس في غزة (وقف إطلاق نار في 10 أكتوبر)، والحوثيين، مما يعزل طهران دولياً مع تعزيز دول عربية روابطها العسكرية مع إسرائيل رغم إدانة غزة.

اقتصادياً، يفاقم السباق التسلحي الأزمة، مع اعتماد على روسيا والصين لتعويض الضربات السابقة، بينما يهدد البرنامج النووي بتصعيد عالمي، خاصة مع تراجع رقابة الوكالة الدولية.

داخلياً، يعزز القمع المعارضة الكردية والقومية، مما يجعل النظام يرى في إسرائيل “عدواً يسعى للإسقاط”، كما في تصريحات مقربة من المجلس الأمني، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويرفع مخاطر حرب إقليمية تشمل الخليج.

ماذا بعد؟

أمام إيران خيارات محدودة: التصعيد عبر هجمات غير مباشرة عبر وكلاء مثل الحوثيين أو حزب الله، لكن ذلك قد يثير رد إسرائيلي مدمر يستهدف النووي، أو التراجع الدبلوماسي نحو مفاوضات نووية مع ترامب مقابل تخفيف عقوبات، معتمدة على دعم روسي-صيني.

قد تختار طهران “حرب استنزاف” غير مباشرة لكسب وقت في بناء “مدن صاروخية” تحت الأرض، لكن تقارير معهد دراسات الحرب تشير إلى أن وقف النار مع إسرائيل “لن يصمد طويلاً”، مع احتمال جولة ثانية قريبة.

إذا قامت الحرب، فقد تؤدي إلى تدخل أمريكي، خاصة مع تحالفات عربية-إسرائيلية، مما يعزل إيران أكثر ويغذي الاحتجاجات الداخلية.

في النهاية، يعتمد مصير إيران على توازن القوى: إذا نجحت في الضغط الاقتصادي على إسرائيل عبر النفط، قد تكسب وقتاً، لكن الفشل يهدد بانهيار داخلي أو حرب إقليمية تُعيد رسم الشرق الأوسط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *