ماذا حدث؟
في أكتوبر ونوفمبر 2025، كثفت إيران جهودها الدبلوماسية في أفريقيا لمواجهة العقوبات الدولية المتجددة، خاصة بعد حربها القصيرة مع إسرائيل في يونيو 2025، التي أدت إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة “snapback” في سبتمبر.
زار وزير الخارجية عباس أراغشي دولاً مثل بوركينا فاسو ومالي ونيجر، حيث أعادت بوركينا فاسو فتح سفارتها الإيرانية في 12 نوفمبر، ووقّعت اتفاقيات أمنية واقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة.
في نيجر، وقّعت إيران صفقة لشراء 300 طن من اليورانيوم مقابل 56 مليون دولار في أبريل-مايو 2025، بينما في مالي أُبرمت اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي في أكتوبر.
كما سعت إيران إلى الوصول إلى الذهب من بوركينا فاسو ومالي، واليورانيوم من نيجر، عبر شركات إيرانية “معرفية” تعمل في مجالات إنسانية لتجنب العقوبات.
هذه التحركات جزء من قمة إيران-أفريقيا الثانية في أبريل 2025، حيث حضر ممثلون من 30 دولة أفريقية.
لماذا هذا مهم؟
العقوبات الأمريكية والأممية، التي عادت في 2025 بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، حدّت من قدرة إيران على الوصول إلى التكنولوجيا والأسواق العالمية، مما دفعها للالتفاف عبر أفريقيا، حيث تُقدّم دول مثل بوركينا فاسو ومالي ونيجر فرصاً للحصول على الذهب (للتهريب) واليورانيوم (للبرنامج النووي)، والأسواق لتصدير الأسلحة والطائرات المسيرة.
هذا النهج يُعزّز نفوذ إيران في الجنوب العالمي، حيث تُقدّم دعماً أمنياً لدول انقلب عسكرياً في الساحل (منذ 2020)، مقابل تجاهل العقوبات.
كما يُملأ فراغاً تركته فرنسا وأمريكا، مما يُعقّد جهود الغرب في مكافحة الإرهاب والاستقرار.
الخطر يكمن في أن هذا الالتفاف قد يُسرّع إعادة بناء البرنامج النووي الإيراني، ويُزيد من انتشار الأسلحة الإيرانية في أفريقيا، مما يُهدّد التوازن الإقليمي والعالمي.
ماذا بعد؟
خلال 2026، ستُكثف إيران الشراكات مع دول الساحل مثل مالي ونيجر، ربما عبر صفقات يورانيوم إضافية وتصدير طائرات مسيرة، لكن المنافسة الإماراتية والسعودية ستُضغط على هذه الدول للحد من التعاون.
الولايات المتحدة ستُفرض عقوبات ثانوية على الشركات الأفريقية المشاركة، مما قد يُبطئ الالتفاف لكنه لن يوقفه تماماً.
في أفضل السيناريوهات، قد تُؤدي هذه الجهود إلى حوار دولي جديد حول الاتفاق النووي، لكن في الأسوأ، ستُعزّز إيران نفوذها في أفريقيا كـ”بديل عن الغرب”، مما يُطوّل أمد العقوبات ويُزيد التوترات الإقليمية.
في النهاية، نجحت إيران جزئياً في الالتفاف، لكن الضغوط الدولية ستُحدّ من نجاحها الكامل، مما يُجبر طهران على البحث عن شركاء آخرين خارج أفريقيا.