إلى متى سيصمد السلام بين باكستان وأفغانستان؟

باكستان وأفغانستان

ماذا حدث؟

في أكتوبر 2025، تصاعدت التوترات بين باكستان وأفغانستان إلى أشد المواجهات عسكرية منذ سنوات، حيث شنت باكستان غارات جوية على مواقع في كابول وقندهار مدعية استهداف قواعد لـ”الطالبان الباكستاني” (TTP)، مما أسفر عن مقتل عشرات، بما في ذلك مدنيين، وفق الطالبان الأفغان.

ردت قوات الطالبان بقصف منشورات عسكرية باكستانية على الحدود، مقتلة 23 جنديا باكستانيا ومصابة مئات، وفق الجيش الباكستاني، بينما زعمت كابول قتل 58 جنديا باكستانيا.

أدت الاشتباكات، التي بدأت في 10 أكتوبر بسبب هجمات TTP على مدرسة شرطة في باكستان (42 قتيلا)، إلى إغلاق معظم المعابر الحدودية (2600 كم)، معطلة التجارة الأفغانية. توسطت قطر وتركيا في اتفاق وقف إطلاق نار فوري في 19 أكتوبر في الدوحة، بمشاركة وزيري الدفاع محمد يعقوب (أفغانستان) وخواجة أصيف (باكستان)، ينص على احترام السيادة، وقف الدعم للمجموعات المسلحة، واجتماعات متابعة في إسطنبول.

أكد الطالبان التزامهم بشرط عدم الانتهاك، لكن باكستان شككت في الالتزام، مشيرة إلى استمرار هجمات TTP.

لماذا هذا مهم؟

تعد هذه المواجهات الأشد فتكا منذ سيطرة الطالبان على كابول في 2021، مما يهدد الاستقرار الإقليمي في آسيا الجنوبية، حيث تدعي باكستان أن الطالبان يؤوي TTP (التي قتلت 2000 باكستاني منذ 2021)، مما يفاقم أزمة أمنية داخلية في باكستان (أكثر من 1000 هجوم في 2025). أهميتها تكمن في أنها تعكس انهيار التحالف التاريخي بين إسلام آباد وكابول، حيث دعمت باكستان الطالبان ضد الولايات المتحدة لـ20 عاما، لكن الآن تتهمهم بـ”الخيانة”، مما يعيق التجارة (تعتمد أفغانستان على باكستان بنسبة 70% من الواردات) ويفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان (25 مليون بحاجة للمساعدات).

سياسيا، تضعف الطالبان، الذين يواجهون معارضة داخلية، وتعزز نفوذ إيران في كابول، مع مخاوف من صروع إقليمي يشمل الهند (داعمة للطالبان).

عالميا، تعقد جهود السلام الأممية، حيث ترفض الطالبان الاعتراف الدولي، مما يطيل أمد العنف.

ماذا بعد؟

مع انتهاء وقف إطلاق النار الـ48 ساعة في 21 أكتوبر، من المتوقع اجتماعات في إسطنبول لتعزيز الهدنة، لكن باكستان تشرط ضبط TTP، مما قد يؤدي إلى تصاعد جديد إذا فشلت كابول.

إذا نجحت، ستعمل معابر حدية مؤرفة (مثل شامن)، مما يخفف الأزمة الإنسانية في أفغانستان (معطل 30% من الواردات). داخليا، قد تضغط الطالبان للحد من دعم TTP لتأمين مساعدات أردنية، لكن فشلها يهدد بحرب أهلية في باكستان (أكثر من 1000 هجوم في 2025).

إقليميا، ستدعم قطر وتركيا الوساطة، لكن دعم إيران للطالبان وهندية لهم يعقد الوضع.

في النهاية، يعتمد صمود الهدنة على مفاوضات إسطنبول، حيث قد تصبح هدنة طويلة أو تشعل حربا أوسع، مما يعيد رسم الخريطة في آسيا الجنوبية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *