ماذا حدث؟
تسلل عدو غير مرئي إلى سماء أوروبا، ما يزيد من تعقيد التحديات التي تواجهها القارة العجوز في ظل موجة “المسيرات المجهولة” التي أثارت الفوضى في قطاع الطيران.
إغلاق مطار فيلنيوس
أعلنت ليتوانيا الأحد تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار فيلنيوس بعد رصد ما يُعتقد أنها بالونات في المجال الجوي، ما اضطر الشركة المشغلة إلى تحويل الرحلات إلى الدول المجاورة.
وقال المطار في بيان رسمي: “تنبيه: المجال الجوي فوق مطار فيلنيوس مغلق”، مشيرًا إلى أن الإغلاق مستمر حتى الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت غرينتش).
وأضاف البيان أن القرار اتُخذ بسبب “احتمال وجود سلسلة من البالونات متجهة نحو المطار”، ما أثر على حركة الرحلات الجوية، وتم تحويل معظمها إلى لاتفيا وبولندا، بينما أُلغيت رحلات المغادرة بالكامل، وعادت رحلة واحدة فقط قادمة من كوبنهاغن إلى الدنمارك.
لماذا هذا مهم؟
وتأتي هذه الأحداث في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها ليتوانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، حيث أعلنت في أغسطس الماضي منطقة حظر جوي بطول 90 كيلومتراً على طول حدودها مع روسيا البيضاء، رداً على اختراق طائرات مسيرة من هناك.
ويتيح هذا القرار لقواتها المسلحة الرد على أي انتهاكات جوية، خاصة أن العاصمة فيلنيوس تبعد نحو 30 كيلومتراً فقط عن الحدود، التي تمتد 679 كيلومتراً مع روسيا البيضاء، الحليف الوثيق لموسكو.
فوضى الطيران الأوروبي
شهدت أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة حوادث في قطاع الطيران، أثارت قلق الحكومات والركاب على حد سواء.
ففي ميونخ، رُصدت طائرات مسيرة مساء الخميس الماضي، مما دفع مسؤولي مراقبة الحركة الجوية لتعليق العمليات، وأسفر ذلك عن إلغاء 17 رحلة واضطراب سفر نحو ثلاثة آلاف شخص.
كما أُغلقت مطارات مؤقتًا في الدنمارك والنرويج الأسبوع قبل الماضي، ما دفع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة كوبنهاغن إلى دعم خطط تعزيز دفاعات التكتل لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة.
مؤشرات على تهديد متعدد الأساليب
وسُجلت حوادث إضافية تتعلق بطائرات مسيرة مجهولة في بلجيكا، حيث فتحت وزارة الدفاع تحقيقاً بعد تحليق عدة مسيرات فوق قاعدة إلسنبورن العسكرية قرب الحدود مع ألمانيا خلال الليل.
وتزامن ذلك مع موجة اتهامات لدول أوروبية تجاه روسيا، التي نفت أي تورط لها في هذه الحوادث، ما يبرز غموض التهديدات ويزيد من حالة القلق على سماء القارة.
ماذا بعد؟
تظل أوروبا أمام تحدٍ جديد، حيث تزداد الحاجة لتعزيز مراقبة الأجواء وتطوير الدفاعات ضد التهديدات الجوية غير التقليدية.
ومع استمرار ظهور المسيرات والبالونات المجهولة، يبقى السؤال: هل ستنجح القارة العجوز في تأمين سمائها وحماية الملاحة الجوية من هذا العدو غير المرئي؟
