أزمة بريطانية.. نائبة رئيس الوزراء السابقة تقود مؤامرة

ماذا حدث؟

اندلعت أزمة داخلية حادة في حزب العمال البريطاني، حيث كشفت تقارير صحفية عن تحركات سرية تقودها أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء السابقة، للإطاحة بزعيم الحزب ورئيس الوزراء كير ستارمر.

وفقاً لصحيفة “ذا تلغراف”، عرضت راينر مناصب وزارية على نواب في مجلس العموم مقابل دعمهم في انتخابات داخلية محتملة على زعامة الحزب خلال الأشهر المقبلة.

هذه الاتهامات جاءت وسط تراجع شعبية ستارمر إلى مستويات قياسية، حيث أظهر استطلاع “إيبسوس” أن 20% فقط من البريطانيين يؤيدون أداءه، مقابل 60% رأي سلبي، بينما انخفضت نوايا التصويت لحزب العمال إلى 18%، متجاوزاً حزب “الإصلاح البريطاني” اليميني الذي وصل إلى 33%.

كانت راينر قد استقالت في سبتمبر 2025 من منصبي نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الإسكان بعد فضيحة عدم دفعها أكثر من 40 ألف جنيه إسترليني كضريبة دمغة على شراء شقة، لكنها عادت مؤخراً إلى الواجهة بانضمامها إلى مجموعة “تريبيون” اليسارية، أكبر تكتل برلماني في الحزب، مدعومة من النقابات العمالية والجناح اليساري.

في المقابل، نفى مصدر مقرب من راينر الاتهامات ووصفها بـ”الهراء”، مؤكداً تركيزها على دائرتها الانتخابية، بينما امتنعت “داونينغ ستريت” عن التعليق.

لماذا هذا مهم؟

تكشف هذه الأزمة عن انقسام عميق داخل حزب العمال، الذي يواجه أسوأ أزمة ثقة منذ عقود، مما يهدد بانهيار حكومته بعد أقل من عامين من تولي السلطة.

تراجع شعبية ستارمر يعكس فشل سياساته الاقتصادية، خاصة بعد تراجع وزيرة المالية رايتشل ريفز عن وعود ضريبية، مما أثار ارتباكاً في الأسواق وخلافات داخلية وصفت بـ”الحرب الباردة” بين مكتب رئيس الوزراء ووزراء آخرين.

ظهور راينر كمرشحة بديلة يعزز الجناح اليساري، الذي يرى في ستارمر انحرافاً عن قيم الحزب التقليدية، خاصة مع دعم النقابات التي تمثل قاعدته الشعبية.

كما يبرز الحدث ضعف القيادة الحالية، حيث دعا النائب كلايف لويس علناً ستارمر للاستقالة، معتبراً الوضع “غير قابل للاستمرار”.

على الصعيد الوطني، يهدد هذا الاضطراب بتفكك الأغلبية البرلمانية، مما يفتح الباب أمام انتخابات مبكرة قد تُعيد اليمين إلى السلطة، خاصة مع تقدم حزب “الإصلاح البريطاني” في استطلاعات الرأي، ويُعمق أزمة الثقة في النظام السياسي البريطاني بأكمله.

ماذا بعد؟

مع تصاعد الضغوط، من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة تصويتاً داخلياً على زعامة حزب العمال، خاصة مع اقتراب استحقاقات محلية في مايو 2026، حيث يخشى النواب نزيفاً انتخابياً كبيراً.

قد تتقدم راينر رسمياً إذا حصلت على دعم 20% من الكتلة البرلمانية، مدعومة بأسماء أخرى مثل وزير الصحة ويس ستريتينغ ورئيس بلدية مانشستر آندي برنهام.

في حال نجاحها، ستتحول الحكومة نحو سياسات يسارية أكثر، مع تركيز على النقابات والإسكان، لكن فشلها قد يؤدي إلى انشقاقات أو استقالات جماعية.

على المدى القريب، يحتاج ستارمر إلى إجراءات جذرية لاستعادة الثقة، مثل تعديل وزاري أو وعود اقتصادية جديدة، وإلا فإن استقالته تبقى احتمالاً وارداً.

في النهاية، ستحدد هذه المعركة مستقبل حزب العمال، إما بتجديد دمائه أو انهياره أمام صعود اليمين الشعبوي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *