أزمة إنسانية في غزة.. الأونروا بين الاتهام بالإرهاب ووقف التمويل الأميركي

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة مثيرة للقلق السياسي والإنساني، تبحث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إمكانية تصنيف الأونروا كـ«منظمة إرهابية أجنبية»، ما قد يربك جهود الإغاثة في الأراضي الفلسطينية.

وتواجه الأونروا، التي تقدم خدمات لملايين اللاجئين، اتهامات أميركية بالارتباط بحماس رغم نفيها، فيما تراها الأمم المتحدة «العمود الفقري» للعمل الإنساني في غزة.

وتفاقمت الأزمة بعد وقف واشنطن تمويل الوكالة في يناير 2024 عقب اتهام إسرائيل لـ12 موظفًا بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر، قبل أن يصرّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على أن الوكالة باتت «تابعة لحماس».

عقوبات محتملة.. وغموض يلفّ خيارات واشنطن

لا يزال الغموض يحيط بالمناقشات الأميركية بشأن استهداف الأونروا ككل أو بعض مسؤولَيها، مع احتمال إدراجها على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، ما قد يعزلها ماليًا ويعرقل جهود الإغاثة في غزة، خاصة في ظل أزمة تمويلها الحالية.

وأعرب مدير مكتب الأونروا في واشنطن، وليام ديري، عن «خيبة أمل» من الفكرة، مؤكدًا أن الخطوة «غير مسبوقة وغير مبررة»، مشيرًا إلى أن جهات مستقلة، بينها مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركي، أكدت حيادية الوكالة.

وفي المقابل، وصف مسؤول في الخارجية الأميركية الأونروا بأنها «منظمة فاسدة» مع سجل مثبت في مساعدة الإرهابيين، مؤكّدًا أن «كل الخيارات مطروحة» دون قرار نهائي.

لماذا هذا مهم؟

وتأتي هذه التطورات وسط ضغوط إسرائيلية متواصلة لتفكيك الأونروا، إذ يتهمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«التحريض».

وفي يناير الماضي، حظرت إسرائيل عمل الوكالة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما فيها القدس الشرقية، ومنعت أي تواصل رسمي معها.

كما ساهمت تقارير الأمم المتحدة عن تورط 9 من موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر – قبل فصلهم – إضافة إلى مقتل قيادي في حماس كان يعمل سابقًا داخل الوكالة، في تغذية الاتهامات، رغم أن الأمم المتحدة طالبت إسرائيل مرارًا بتقديم أدلة داعمة دون استجابة واضحة.

معركة داخلية في الخارجية الأميركية

كشفَت المصادر عن انقسام واضح داخل وزارة الخارجية الأميركية؛ إذ يدفع موظفون سياسيون عُيّنوا خلال ولاية ترامب باتجاه تشديد العقوبات، بينما يعارضهم الكادر المهني من دبلوماسيين ومحامين، محذرين من عواقب قانونية وإنسانية خطيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة عُقدت اجتماعات داخل مكتب مكافحة الإرهاب وفريق تخطيط السياسات لبحث الخيارات المطروحة، فيما تنحّى غريغوري لوجيرفو، المرشح لمنصب كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب، عن المشاركة إلى أن يُحسم تعيينه في مجلس الشيوخ.

ماذا بعد؟

وتتفاقم هذه الأزمة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، حيث فقدت الأونروا أكثر من 370 من موظفيها خلال الحرب، بينما تعتمد المنطقة على كل قناة إغاثية متاحة. وأي عقوبات أميركية جديدة، خاصة إذا طالت الوكالة بالكامل، قد تُفضي إلى تدهور أكبر في قدرة الفلسطينيين على الحصول على أبسط المساعدات الأساسية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *