ماذا حدث؟
في ظل أزمة الأمية المتفاقمة في الولايات المتحدة، حيث انخفضت مستويات القراءة لتلاميذ الصف الثاني عشر إلى أدنى مستوياتها في عقود خلال جائحة كوفيد-19، بدأت المدارس والمجتمعات المحلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لمواجهة هذا التحدي.
في يناير 2025، اعتمدت مدارس دنفر العامة، التي تضم حوالي 200 مدرسة، برنامج Amira Learning، وهو مدرس ذكاء اصطناعي يستمع للطلاب أثناء قراءتهم، يصحح الأخطاء في الوقت الفعلي، ويعدل الدروس حسب مستوى كل طالب، ويدعم اللغتين الإنجليزية والإسبانية، وهو أمر حيوي في دنفر حيث يتحدث ثلث الطلاب الإسبانية في المنزل.
كما عقد نادي الفتيان والفتيات في تكساس شراكة مع Edsoma، وهي شركة تعليمية تعتمد الذكاء الاصطناعي، لتقييم مستويات القراءة وتقديم تعليقات فورية على النطق والطلاقة.
هذه الأدوات تُستخدم الآن لدى 4 ملايين طالب أمريكي، وفقاً للمدير التنفيذي لشركة Amira.
ومع ذلك، أثارت هذه التقنيات مخاوف بشأن خصوصية البيانات وزيادة وقت الشاشة، مما دفع نيويورك لإلغاء عقد مع برنامج مماثل في 2024 بسبب مخاوف الخصوصية.
لماذا هذا مهم؟
يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي في محو الأمية تطوراً مهماً لأنه يوفر حلاً مخصصاً للطلاب في ظل أزمة تعليمية تفاقمت بسبب زيادة وقت الشاشة وتراجع الاهتمام بالقراءة الطويلة.
أهميته تكمن في قدرته على تقديم تعليم فردي بمقياس لا يستطيع المعلمون تحقيقه، خاصة للطلاب من أسر غير ناطقة بالإنجليزية أو ذات موارد محدودة، كما في تكساس حيث تُعاني المجتمعات من أمية جيلية.
تشير أبحاث ينغ شو من هارفارد إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر فوائد مشابهة للقراءة مع بالغين، لكنه لا يحل محلهم، مما يجعله مكملاً للتعليم التقليدي.
ومع ذلك، تثير التقنية تحديات، مثل مخاطر الخصوصية وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا، خاصة مع مخاوف من أن الطلاب الأقل دخلاً قد يعتمدون على الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط بينما يحصل الأغنياء على تعليم تقليدي، مما يُوسع الفجوة التعليمية.
كما يُبرز الحاجة لمواءمة المناهج مع التقنية لتجنب ازدواجية التعليم، وفقاً لسوزان نيومان من جامعة نيويورك.
ماذا بعد؟
مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصول، ستزداد الشراكات بين المدارس وشركات التكنولوجيا، حيث تُستثمر ملايين الدولارات في برامج مثل Amira وEdsoma.
ستُجرى بحلول 2026 تقييمات لفعالية هذه الأدوات، مع تركيز على تحسين معدلات القراءة بنسبة 10-15% في المناطق المستهدفة، كما تُخطط دنفر.
لكن المدارس ستحتاج إلى معالجة مخاوف الخصوصية من خلال قوانين صارمة لحماية البيانات، وتدريب المعلمين على دمج الذكاء الاصطناعي مع التعليم التقليدي.
على المدى الطويل، إذا نجحت، قد تُقلل هذه الأدوات الفجوة التعليمية، خاصة للأقليات، لكن الإفراط قد يُعزز الاعتماد على التكنولوجيا ويُقلل من القراءة التقليدية.
في النهاية، يعتمد النجاح على التوازن، فدمج الذكاء الاصطناعي مع التفاعل البشري سيُعزز محو الأمية، وإلا قد يُصبح جزءاً من المشكلة.